Vous êtes ici : Accueil / Littérature / Contemporaine / Fiches de lecture / قصص " الكلمة الأنثى" للأديبة السورية كوليت خوري

قصص " الكلمة الأنثى" للأديبة السورية كوليت خوري

Par Lama Zoudi : Etudiante en Master 2 Traduction et Interprétation / parcours TEL ( Traduction et Édition Littéraire) - Université Lyon 2
Publié par Lama Zoudi le 11/04/2023

Activer le mode zen

تتحدث قصص "الكلمة الأنثى" عن قضايا تهم المجتمع العربي وخاصة المرأة، لذلك اندرجت لتناسب العنوان الذي اختيرت له، وهذه القضايا تناولت تضحيات المرأة في مواقف متنوعة ومختلفة كما توقفت عند المرأة التي تعتقل للتحقيق معها، وهي لا ذنب لها.. هي قصص صادقة تمثل الواقع تمثيلاً حقيقياً.. نقلته كوليت خوري بلغتها السلسلة وكانت فيها أمينة صادقة لأنها أنثى تعرف قصص المرأة ومحيطها وما تعانيه في حياتها.

                                 Cet article a été rédigé dans le cadre d'un stage à l'ENS de Lyon.

 

 

أولاً : كوليت خوري : سيرة مختصرة عنها وعن مؤلفاتها

هي كوليت بنت سهيل خوري حفيدة السياسي المشهور فارس الخوري، ولدت في دمشق عام ١٩٣١ زوجها الكونت الإسباني رودريكو دو زياس..

  بدأت الكتابة في سن صغيرة، فكتبت الشعر باللغتين العربية والفرنسية، والقصة والرواية والمقالات السياسية، تجيد اللغتين الفرنسية والإنكليزية، غير اللغة العربية التي تتقنها جيداً، عملت في السياسة وانتخبت عضواً في مجلس الشعب السوري..ثم صارت مستشارة في القصر الجمهوري.

  كان منزلها في دمشق ولا يزال يستقبل الأدباء والشعراء العرب لكنها لم تعلنه "صالوناً أدبياً" لأن اللقاءات لم تكن منتظمة فيه، بل كانت تستقبلهم في أي يوم.

  • أشهر رواياتها:

- أيام معه، وطبعت أكثر من سبع طبعات.

- أيام مع الأيام

- ليلة واحدة

- ومر صيف

  • أما أشهر القصص فهي:

- دمشق بيتي الكبير

-الكلمة الأنثى

ثانياً : المجموعة القصصية - موضوع الدراسة 

الكلمة الأنثى : طبعت في دمشق عام ٢٠٠١ عن دار طلاس. وهي مجموعة من تسع قصص كتبت في سنوات متباعدة، لكنها تلتقي في عناوين متشابهة.

سنعرض ملخصاً لسبع قصص مع التعليق عند الحاجة ثم نختم بالإشكالية العامة التي تطرقت لها تلك القصص. 

الواقع :

إن صدق ما نقلته الكاتبة ينبع من أنها تتكلم عن حياتها التي تعيشها بنفسها، فقد صورت قصة "الواقع" اصطدامها بالواقع الصعب، لكنها لم تكن تشعر أو تبالِ به، لأنه أراد أن يكبلها ويقيدها بقيود المجتمع الشرقي التي كانت دائماً ترفضها وتحاول تحطيمها وتكسيرها لتكون المرأة حرة في كل شيء.

هي تستطيع تحطيم تلك التقاليد في هذه القصة لكنها رفضت، وتنازلت عن قصة الحب كرمى لعيني جدها "فارس الخوري" المناضل السوري المعروف؛ لأنها كانت ترى في حياة جدها حياة وطن. فقالت : " كان الوطن الذي أخاف عليه."

لقد كان حب الحبيب هو من أيقظها من الواقع الذي لم تكن تراه في حبها، وكان موت الجد واقعاً لا بد منه، فقد تمثلت القصة في حب ثلاثة تمثلوا في واحد هو الوطن.

فعبرت عن حالة الواقع بعبارة جميلة : " كان يجب علي أن آتي إلى البلد الذي سيكون فيه حبيبي لإدراك أن الواقع كالموت لا مهرب منه " 

هذا المجتمع :

صورة عن المجتمع الذي يعيشه الإنسان ولا سيما المرأة، وقد تكلمت بلسان المرأة وهي بهذا تريد نقل الصورة على حقيقتها، وأشارت فيها إلى عدم محبتها الاختلاط مع الناس، لأنها تحب أهلها.

وقد قدمت هذه الصورة بطريقة مسرحية استحضرت فيها شخصيات عالمية قديمة، مثل شهرزاد وهارون الرشيد ويوليوس قيصر وكليوباترا، وألبستهم أقنعة تتنكر فيها كل شخصية بقناع.. وكأنها تريد أن تقول إن "هذا المجتمع" يعيش حالة تنكرية فيها الكذب والنفاق غير المطلوب.. وقد جمعتهم كلهم في فندق، وعندما سألوها عن حالها وأين قناعها ؟ قالت لهم : أنا من سكان هذا الفندق.

  لقد أرادت كوليت خوري أن تقول إن العالم هو فندق يسكنه المتنكرون والكاذبون.. أما " هند " فلا.. بل إنها الشخصية التي تعيش الواقع، وربما لهذا السبب نالت "هند" الجائزة الأولى عندما أعلنوا عن المسابقة وهي التي لم تكن ضمن المؤهلين للفوز بها. فهل قصدت أن تقول : إن الحقيقة هي أفضل قناع وهي التي تنتصر وتبقى ؟ 

الزنزانة :

قصة رمزية تتحدث عن شاعر سُجن في زنزانة صغيرة تتكرر فيها عبارة تذكر فيها مساحة الزنزانة أربعة أمتار ونصف، وقد أجادت وصف الشخصية داخل الزنزانة ولا تنسى أن تربط الوصف بحديث عن امرأة ترتدي اللون الأسود، وهو رمز ربما لليل الذي يخيم في الزنزانة المعتمة، وتشير في القصة إلى أن الشاعر ربما سجن لأنه كتب شعراً في مسألة ما، وهذه سخرية مُرة ومؤلمة أن يسجن شاعر إن هو قال شعراً في قضية غالباً ما ترمز لقضية قومية أو وطنية .

أما الرمز المؤلم أكثر فهو ما تكرر في كل صفحة وهو الحديث عن الرائحة المنتنة التي في الزنزانة.

ويبدو أن الكاتبة أرادت من القصة أمراً مهماً هو أنها لن تبكي بل هي قوية، والأكثر ألماً أنها تبني كل يوم زنزانة جديدة لأب أو أم أو صديق. 

التهمة : 

نص حواري من أوله إلى آخره بلا مقدمة ولا نهاية، كل جواب كلمة أو كلمتان، ونادراً ما تجاوز السطر القليل كلماته، وهو حوار بين ثلاثة رجال وفتاة.. ولم تصرح الكاتبة إن كان الرجال محققين أو رجال أمن يريدون أن ينتزعوا منها إجابات عن أسئلة كثيرة لكنهم لم يكونوا يسمحون لها بالحكاية، بل كانوا يسرعون في السؤال.. الواحد تلو الآخر كي يربكوها وإن هي تكلمت منعوها ولم يسمحوا لها بالكلام..

وتظهر الكاتبة جهل هؤلاء الرجال المحققين لأنهم لم يكتشفوا أن الفتاة عمياء، وهم الذين يسألونها ما شاهدته.. ولما قالت لهم إن عينيها من زجاج تفاجؤوا وطلبوا أن يزرعوا لها عينين فرفضت وصرخت : ويلي.. ويلي.. ويلي..

فهل كانت هذه الفتاة تعلم وترى وتشاهد وادّعت أنها عمياء كيلا تعترف؟!

وهل أرادت كوليت خوري أن تظهر جهل هذه الفئة من الناس ؟

القفص :

قصة قصيرة لا تتجاوز ثلاث صفحات لكنها مؤثرة جداً، تتحدث عن رجل قدم لامرأة قفصاً فيه عندليب ومع العندليب قال لها : "الجرح في صوته يشبه بحّتك "..

كان العندليب يتخبط في القفص دائماً، وكانت تشعر أنه يريد الحرية يريد أن يكسر قضبان القفص، لكنها تحاول ألا يخرج، فقد صار مؤنسها مع جنة صغيرة من الأزهار صنعتها بيديها عسى أن تلائم العندليب..

ظل هكذا حتى جاءت رياح صحراوية في غير وقتها فخلعت كل شيء حتى القفص الذي حملته بعيداً، فشعرت به يقول لها :

"أعطيني حريتي.. لأجابه العاصفة"

"أعطيني حريتي.. لأستعمل جناحي"

"أعطيني حريتي.. لأبقى معك"

هو الرمز للحرية التي يحلم بها كل إنسان

هو الحرية التي يحاول الكثيرون حرمان الآخرين منها. 

لقد شعرت أنها هي والريح من قتلت العندليب. 

المشكلة : 

قصة قصيرة تختصرها العبارة الأولى التي بدأت بها، وهي : " أن ترى أو لا ترى هي المشكلة ".

وقد حددت منطقة سمتها " البقعة الخضراء المزروعة هناك وسط الصحراء " وقد كررتها غير مرة، تتذكر حالة جديدة تعيشها، واللافت أنها صورت فيها العالم بخلاف المنطق، كأن تتفجر الينابيع في الصحراء فيموت الناس عطشاً.. ويولد الطفل عجوزاً.. إلى أن تصل إلى أنها تشبه نفسها برجل مسن وأنها تعرفه، لكن من رآها ينكر عليها الأمر.. لتنهي القصة بالعبارة التي بدأت بها. 

الكلمة الأنثى :

من يعرف سيرة الكاتبة كوليت خوري يكتشف أن هذه القصة تترجم جانباً من حياتها الشخصية، فهي تتحدث عن الكتابة والفن.. وتضع نفسها في حيرة ماذا تختار الحب أم الكلمة الرجل أم المجد..

وتدور معظم أحداث القصة على شكل حوار مع صديق صحفي، يتحدثان عن رجل ضابط تحبه فتتنازعها الأشياء وتجعلها مضطربة الليل كله.. الصحفي ينتظر المقالة الساعة الخامسة صباحاً والحبيب يريد أن يراها قبل أن يسافر في الغد.. تصبح في حيرة من أمرها تزداد كلما مر الوقت.. تحلم وتحلم.. ولكنها بالمقابل تقول: "الشهرة لا تروي الأعماق. "

لقد ظلت الحيرة عندها بين عمر طويل يربطها إلى الكلمة وبين عمر طويل وحب كبير قديم..

وتتخيل نفسها أنها رمت نفسها بين ذراعيه كطفلة ويفيض قلبها حزناً ناعماً حنوناً، وتنهي القصة بعبارة: "فأشعل لفافة.. لتتبخر في الدخان دموعي المنهمرة مع الحروف "..

خاتمة : إشكاليات متعددة

قد يكون من الصعوبة بمكان أن تكون لمجموعة قصص إشكالية واحدة تنتظم تحتها أحداث القصص فيما يشبه العنوان الواحد، إذ يعبر عما أرادته الكاتبة، والواضح أنها أرادت أن تطرح إشكالية المرأة في المجتمع الشرقي وتضيء على المرأة السورية، وما من شك في أن كتابة امرأة عن المرأة سيكون صادقاً وناقلاً للواقع الذي تعيشه هذه المرأة، والمعروف عن الأديبة كوليت خوري جرأتها في طرح القضايا عامة وقضية المرأة خاصة. 

وإن جاز لنا القول فإننا نقول : اقترنت إشكالية المرأة بالحرية، والحرية تحتاج كلمة قوية، قصدت بها الكاتبة عندما عنونت المجموعة " الكلمة الأنثى " فقد تكون رمت من وراء هذا العنوان أن المرأة قادرة أن تنال حريتها بالكلمة لا الرجل فحسب.

  لقد بدا لنا بوضوح أن كوليت خوري وقعت أسيرة الكلمة والحرية وكانت معظم هذه القصص تجارب شخصية عاشتها، فهي عالجت بعض ما كانت تعانيه المرأة السورية.

ففي قصة "الواقع" دعوة للتحرر من المظاهر الكاذبة الخداعة التي يختبئ وراءها الإنسان فيكون مقيداً لا حراً.

أما قصة "الزنزانة" فيشي عنوانها بالكلام عما يعانيه السجين الذي يبحث عن الحرية وما من سجين لا يبحث عنها؛ لأن السجن قيد يكبل الإنسان حتى في روحه.

وليس بعيداً عن معنى الزنزانة كلمة "القفص" التي تعني فيما تعنيه السجن للطائر، وتذكر الكاتبة كلمة "حريتي" في ثلاث جملة قصيرة مسبوقة بفعل الأمر "أعطيني" لقد أرادت أن تستدعي الحرية التي يحاول الكثيرون حرمان الآخرين منها. 

أما قصة "التهمة" فتعرض فيها الكاتبة لفتاة يحاول المحققون انتزاع اعترافات من فتاة رغماً عنها ولم يكتشفوا أنها عمياء، إنها قصة رمزية فمن غير المعقول ألا يعرف المحققون أن هذه الفتاة عمياء؛ إلا أن كوليت خوري أرادت أن تقول: إن الحرية قد تغتصب اغتصاباً وتسلب منها فتاة ولو كانت عمياء.

أما قصة "الكلمة الأنثى" التي حملت عنوان المجموعة فهي وإن اختلفت أحداثها عن البقية إلا أنها كانت تتناول الحرية بطريقة غير مباشرة، إذ وضعت الكاتبة نفسها في موقف الحيرة في اختيار أحد أمرين ربما يكبلانها، أن تستمر في كتابة مقال لمجلة ينشر في اليوم التالي، فلا أحد يمكن أن يمنعها وإما أن تستسلم لعواطفها فكانت الحرية التي أبقت فيها على ما تهواه وهو الكتابة.

قائمة المراجع

خوري, ك. (2001).  الكلمة الانثى.(دار طلاس، الطبعة الثانية)

"كوليت خوري". المعرفة.( بدون تاريخ ). تم الاطلاع عليه في 2023/03/20. رابط الموقع :

(https://www.marefa.org/%D9%83%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AA_%D8%AE%D9%88%D8%B1%D9%8A)

 

Pour citer cette ressource :

Lama Zoudi, "قصص " الكلمة الأنثى" للأديبة السورية كوليت خوري ", La Clé des Langues [en ligne], Lyon, ENS de LYON/DGESCO (ISSN 2107-7029), avril 2023. Consulté le 23/04/2024. URL: https://cle.ens-lyon.fr/arabe/litterature/contemporaine/fiches-de-lecture/copy_of_qisass-al-kalima-al-untha-li-l-adiba-al-suriyya-colette-khoury