الأربعاء 4 مايو - في ذكرى رحيل المفكر محمد عابد الجابري صاحب مشروع نقد العقل العربي
في ذكري وفاته: محمد عابد الجابري والمآلات الراهنة لمشروعه في قراءة العقل العربي
فريد الزاهي (مرايانا، 3/5/2022)
لقد أدرك الجابري وهو يتابع مشروعه أن العقل العربي الذي يروم الإمساك به ليس عقلا بالمعنى المتعارف عليه وإنما هو ممارسات ثقافية قابلة للتصنيف والمتابعة… ومن ثم، نحن نفهم نزوعه إلى التأريخ، الذي من دونه لم يكن له تحديد موضوعه المنفلت، ثم إقصاؤه الإيديولوجي لما لا ينصاع لمفهومه عن العقل.
في ذكرى وفاته: من نقد التراث إلى نقد العقل، كيف أسس الجابري لنقد العقل العربي 1/3
زينب ابن خلدون (مرايانا، 3/5/2022)
للبحث في طريقة تكوين العقل العربي، سيعود الجابري لتناول العلاقة بين اللغة والفكر، في إطار ما يسمى بـ “الابستمولوجيا الثقافية”.
… يخلص الجابري إلى اعتبار أن الأعرابي هو صانع الوعي العربي، إذ يقول: “فهل نبالغ إذا جنحنا إلى القول بأن الأعرابي هو فعلا صانع “العالم” العربي. العالم الذي يعيشه العرب على مستوى الكلمة والعبارة والتصور والخيال، بل على مستوى العقل والقيم والوجدان، وأن هذا العالم ناقص فقير ضحل وجاف، حسي-طبيعي، لا تاريخي، يعكس “ما قبل تاريخ” العرب: العصر الجاهلي، عصر ما قبل “الفتح” وتأسيس الدولة”.
من نقد التراث إلى نقد العقل، الجابري يوثق لـ “استقالة العقل العربي” 2/3
زينب ابن خلدون (مرايانا، 3/5/2022)
في مرحلة تاريخية حاسمة، سيحدث تقارب بين العقل العرفاني، في شقه المتعلق بمثيولوجيا الإمامة، مع العقل السني البياني، لاحتقار التجربة والاكتفاء بالنصوص، وسيزيد هذا التقارب والإجهاز على العقل البرهاني مع الأشاعرة، الذين نفوا السببية وركزوا على الفاعل، وتوقف الاجتهاد في اللغة لتوقف الاجتهاد في الدين، وتم النظر إلى الطبيعة وقوانينها كمعطى إلهي مسير بفضل خالقه.
هنا سيتوقف العلم أمام سطوة الدين، حيث سيروج لنظرية أن كل ما تم اكتشافه موجود في النص، ولا داعي للاجتهاد أو لإعمال العقل والنظر.
من نقد التراث إلى نقد العقل: الجابري يفكك عقل الغنيمة، القبيلة وشرعنة الاستبداد 3/3
زينب ابن خلدون (مرايانا، 3/5/2022)
سيبقى العقل السياسي العربي محاصرا بإيديولوجيات لاعقلانية: إيديولوجيا الجبر الأموي، والتفكير الخارجي، وميثيولوجيا الإمامة. كما بقيت الممارسة السياسية تكرر نفسها في إطار المحددات الثلاثة (العقيدة، الغنيمة، القبيلة)، مع بعض الاستثناءات القليلة، التي لم تغير من طبيعة المسار العام، حيث ظل الصدام العنيف والاقتتال بين الفرقاء هما السمة الغالبة.
لتحرير العقل العربي من هذه الأطر اللاعقلانية، يقترح الجابري البدء بتعرية الاستبداد، والكشف عن مرتكزاته الإيديولوجية والاجتماعية، وتجاوز المحددات التقليدية، عبر بناء عقل سياسي جديد، ديمقراطي حداثي.
في ذكرى رحيل المفكر محمد عابد الجابري..الشمس تشرق من المغرب أحيانا+ فيديو
جمال بودمة (دابا بريس، 3/5/2022)
صاحب «نحن والتراث» كان مثقفا من طينة نادرة علمنا كثيرا من الدروس أهمها أن الابتعاد عن السلطة وإغراءاتها لا يمكن إلا أن يفيد الفكر والنقد والتحليل لأنه يحرر الكاتب من كل الرقابات، وعلى رأسها الرقابة الذاتية.
فى ذكرى رحيل محمد عابد الجابرى.. لماذا علينا أن نقرأ مشروعه الفكرى؟
بلال رمضان (اليوم السابع، 3/5/2022)
محمد عابد الجابري.. فيلسوف ومفكر مغربي، بل ويعد من أهم المفكرين العرب فى القرن العشرين، فهو صاحب مشروع نقد العقل العربى، الذى يعتمد على العقلانية والتحليل المنطقى لتسليط الضوء على واقع العرب.
اقرأ المزيد...
محمد عابد الجابري… جدل الفلسفة*
عبد الحسين شعبان (القدس العربي، 25/4/2022)
يوم رحل المفكّر المغربي محمد عابد الجابري في الثالث من أيار(مايو) 2010 استعدتُ عدداً من مؤلفاته وكتبه، فضلاً عن العلاقة التي ربطتني به منذ أواخر التسعينيات.
وكان أول منجزه كتاب “العصبية والدولة” وهو أطروحته للدكتوراه (1970). أما مشروعه النقدي الباذخ “نقد العقل العربي” فإنه يتألف من أربعة أجزاء هي: “تكوين العقل العربي”1984، و”بنية العقل العربي”1986، و”العقل السياسي العربي” 1990 و”العقل الأخلاقي العربي”2001، إضافة إلى كتاب”نحن والتراث”2007 و”الخطاب العربي المعاصر”1983.