دور الشعراء في تطوير النقد
جريدة الشرق الأوسط
الأربعاء - 26 مايو 2021 - حمدي عابدين
في كتابه «الشعر والتأويل... النقاد - المبدعون النقاد»، سعى الناقد المصري الدكتور يوسف نوفل إلى إلقاء الضوء على مساهمات القدامى والمحدثين من النقاد والكتاب والفلاسفة العرب والأجانب في تأسيس نظرية للإبداع الشعري، أسهم فيها أيضاً الكثير من الشعراء النقاد الذين قاموا بدراسة وتقديم الأعمال الشعرية لجمهور القراء والمتلقين، واهتموا بإبراز سماتها، واستخدموا أساليب مختلفة في تحليلها وبحث عناصرها التي تتوارى بعيداً عن متناول القراء من غير المتخصصين.
تضمن الكتاب الذي صدر ضمن سلسلة كتابات نقدية التي تشرف عليها هيئة قصور الثقافة المصرية، مقدمة ضافية تمحورت حول التأويل وأهم المؤلفات التي استندت إليه، وتواريخ صدور كل منها، وفي الفصل الأول الذي جاء عنوانه «النقاد والتأويل» أشار نوفل إلى الدور المهم الذي قام به رواد النقد في القرن الثامن عشر وبدايات التاسع عشر، وما قدموه من أعمال أنارت الطريق للأجيال التي جاءت بعدهم، وقد وضع ثبتا بأسماء أعلام النقد في تلك الفترة، وما قدموه من إنجازات، وتحدث عن دور المازني والعقاد وجماعة الديوان، والهجوم الذي شنته على أمير الشعراء أحمد شوقي، ولم يغفل الدكتور نوفل دور عميد الأدب العربي طه حسين، ومعاركه التي خاضها في قضايا عديدة ومواقفه من الجمود والتطور، ومنهجه في نقد الشعر، الذي قام على إحلال العقل منزلة كبرى في التفكير والبحث.
ولم يتوقف المؤلف عند حدود ما هو معروف من دراسات لدواوين مشهورة لعديد من الشعراء، بل أفرد مساحة من الكتاب للأعمال الشعرية المجهولة في الأدب العربي المعاصر، وأشار إلى مساهمات كل من الناقد أنور الجندي ورجاء النقاش وغيرهما من النقاد في كشف الكثير من الكتابات الشعرية غير المنشورة، وأبرزها إبداعات الشاعر العراقي بدر شاكر السياب، وكتاب «الشوقيات المجهولة» الذي قدمه الناقد أحمد حسين الطماوي.
قراءة المزيد