"كورونا" و"رهاب الموت".. حين تشل ثقافة الخوف "حياة الثقافة"
عربي21- الثلاثاء، 17 مارس 2020
بثينة عبد العزيزي غريبي
ليس كـ"خدعة" بطل غارسيا غابرييل ماركيز لحبيبته في رواية "الحب في زمن الكوليرا" ولا كقصة تلك البطلة العائدة من الصين ناقلة لعدوى فيروس قاتل في فيلم "كونتيجن" ولا هي كرواية "عيون الظلام" التي تنبأت بالفيروس منذ 1981. بل هم أبطال "العمى" للروائي البرتغالي جوزيه ساراماغو، تعيدهم إلى ذاكرتنا الأحداث بذات التفاصيل حين يتحول الاحتمال إلى واقع... وحين ينجح الروائي في إنتاج واقع في القرن العشرين قابل للاستنساخ في القرن الحادي والعشرين وربما القرون القادمة بضمانة وحيدة ومؤكدة وهي المحافظة على نفس مستوى الشلل الفكري في مقاومة الأزمات. في رواية "العمى" يصف ساراماغو حالة الهلع التي كشفت عن مستوى تدن أخلاقي وثقافي واجتماعي واقتصادي لامسه الكاتب في مشاهد ممسرحة كتابيا ومؤثرة جدا. ويقص علينا الراوي في أجزاء الرواية حالات التحجير اللاإنسانية التي تكشف أن غاية الحياة عند البعض تبرر حيوانية السلوك البشري أحيانا وهذا نتاج الخوف المرضي من الموت ومن الفناء. فيروس "رهاب الموت" ؟