بمناسبة اليوم العالمي للمرأة: المرأة العربية، متقدمة في الثورة ، متأخرة في المسؤولية
16/03/2020جريدة المغرب
مسعود الرمضاني
مشهدان من السودان الاول: سنة 2009، وفي ظل حكم البشير، الذي اراد تطبيق الشريعة الاسلامية ، حُكم على الصحفية لبنى حسين وعشر نساء اخريات باربعين جلدة لارتدائهن سراويل فضفاضة ، تعتبرها السلطات السودانية «زيا غير محتشم بالنسبة للمرأة»، وادانت المحكمة بالخرطوم لبنى بعد احتجازها بتهمة «الاخلال بالذوق العام». الثاني: ايام الثورة السودانية ، في افريل 2019، تعتلي الطالبة الاء صالح سقف سيارة، وهي ترتدي ثوبا ابيض ، جمع بين التراث السوداني ورمز الحرية والسلام وقرطين على شكل قمرين، وهي مجوهرات الزفاف في السودان ،لتحفّز المتظاهرين ، وتقول ان المرأة السودانية مستعدة ان «تسقي النيل بدمها الفائر.» لم تلهم الاء السودانيين الذين لقبوها بالكنداكة (الملكة النوبية) فقط، بل حتى فنانين تشكيليين عالميين رسموا صورتها في شكل تمثال للحرية، وقالت صحيفة واشنطن بوسط بانها «تروي ملحمة المرأة السودانية وتاريخها» ، حين تقود «المتظاهرين وتدعوهم الى ترديد شعاراتها الثورية» قبل ذلك ، ابرزت الانتفاضات العربية دور المرأة وتصدرها الاحتجاجات ومواجهتها للقمع خلال المظاهرات ، فبرز اسم المدونة لينا بن مهني في تونس التي عرفت بقمع النظام للمظاهرات التونسية عالميا ، وراضية النصرواي ومية الجريبي والممثلة السورية فدوى سليمان ، التي قادت المظاهرات في حمص ، داعية المتظاهرين الى وحدة قواهم ونبذ الطائفية التي تعيق كل عملية ديمقراطية في سوريا ، وفي اليمن المحافظ ، برز اسم توكل كرمال ، المدافعة عن حقوق الانسان والاعلام....
القدس العربي 26/03/2020
عبد الحميد صيام
من المسؤول عن تمكين المرأة أولا؟
العديد من الفضائيات، والأخرى صحافية مرموقة ومعروفة على مستوى الوطن العربي. موضوع الجدل كان حول تخلف المرأة العربية، ومن الذي يتحمل المسؤولية الأولى عن هذا التخلف، وما هو نصيب الرجل من المسؤولية، وكم يلحق بالمرأة من مسؤولية؟ كنت أحاجج الصديقتين على أن الذي يتحمل المسؤولية الأولى هو الرجل، الذي ركّب على مرّ الزمان مجتمعا ذكوريا راسخا، انبثقت عنه سلطة تعكس وتخدم هذه الذكورية، التي مارست اضطهاد المرأة وأبقتها في المكان الذي رسم لها، والذي فُصّل على مقاس الرجل والسلطة معا، وعندما تحاول المرأة اختراق ذلك الصندوق المغلق، تجد الحواجز العالية أمامها من أقرب الناس إليها، بحجة قواعد الشرع وأوامر السماء مرة، والعادات والتقاليد مرات. حاججتني الصديقتان بأن اللوم أساسا يقع على عاتق المرأة، التي لا تثور لكرامتها ولا تدافع عن مواقفها، ولا تنتزع حقوقها، أو على الأقل تحاول أن تنتزع حقوقها. لا مبرر أمام المرأة في عصر التكنولوجيا والشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي، البقاء ساكنة راضية بدور ثانوي، يقتصر على البيت وتربية الأطفال، وعندما تفتح لها أبواب العمل تختار أقلها تحديا وأقربها إلى دور ربة البيت، كالمعلمة والممرضة. يبتعدن عن السياسة ويقبلن الدور الهامشي، بدون احتجاج أو تمرد.