الأمم المتحدة ترفع الفيتو عن عودة اللاجئين إلى سوريا
صحيفة العرب - 2018/12/12
.دمشق – قالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن ربع مليون لاجئ سوري سيكون بإمكانهم العودة إلى ديارهم العام المقبل رغم العوائق الهائلة التي تواجه العائدين، داعية إلى دعم الملايين الذين لا يزالون في الدول المجاورة لسوريا
.ويؤشر التصريح إلى تغير في موقف المجتمع الدولي الذي كان يضع لوقت قريب فيتو على هذه العودة، أو بالأحرى كانت لديه تحفظات كبيرة، حيث ربط المسألة بضرورة التوصل إلى حل سياسي في سوريا التي تشهد تراجعا واضحا في العمليات العسكرية، بعد سيطرة القوات الحكومية على أكثر من نصف مساحة البلاد
.وصرح أمين عوض مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المقر الرئيسي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “نحن نتوقع أن يعود ما يصل إلى 250 ألف سوري إلى بلادهم في 2019”. وأضاف أن “هذا الرقم يمكن أن يرتفع أو ينخفض بحسب الوتيرة التي نزيل بها العوائق أمام العودة”
.وبحسب بيانات المفوضية، يعيش حاليا 5.6 مليون لاجئ سوري في المنطقة من بينهم نحو مليون ولدوا في الشتات. وذكرت المفوضية أن 117 ألف لاجئ عادوا إلى سوريا منذ 2015، من بينهم 37 ألفا عادوا هذا العام
وقال عوض “هذه عمليات عودة منظمة وطوعية بالكامل وبشكل آمن.. وبالطبع بمشاركة المفوضية”. ورغم انخفاض حدة النزاع المدمر في سوريا الذي أدى إلى مقتل أكثر من 360 ألف شخص منذ 2011، قال عوض إن العائدين يواجهون مجموعة من العوائق.وأوضح أن من بين العوائق مسألة الوثائق التي تؤكد الهوية والممتلكات في سوريا، إضافة إلى النقص في مرافق التعليم والرعاية الصحية والصرف الصحي في المناطق التي يعودون إليها.إضافة إلى ذلك هناك قضايا تتعلق بالتجنيد الإجباري وأسئلة حول الفارين من الخدمة العسكرية
.وهناك عوائق تتعلق بالسلامة حتى في مناطق توقف فيها القتال، ومن بين هذه العوائق وجود كميات كبيرة من الذخيرة غير المنفجرة. وأكد عوض أن المفوضية تعمل مع الحكومة السورية لمحاولة تحسين الأوضاع للراغبين في العودة
.وأطلقت المفوضية إضافة إلى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نداء لجمع 5.5 مليار دولار لدعم جهود الدول المضيفة في 2019 و2020 في تركيا ولبنان والأردن ومصر والعراق لمواصلة استضافة الملايين من اللاجئين السوريين غير المستعدين أو القادرين على العودة إلى ديارهم
.وقال عوض “من الضروري أن يواصل المجتمع الدولي الاعتراف بمحنة اللاجئين السوريين وتوفير الدعم للحكومات المستضيفة لمساعدتها على تحمل هذا العبء
.وصرح مراد وهبة رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للمنطقة العربية في بيان “المجتمعات التي تستضيف اللاجئين السوريين أظهرت سخاء عظيما، ولكنها تعاني هي نفسها من ضغوط متزايدة”