الأربعاء 7 مايو 2025 - المثقف العربي أمام التحديات الراهنة
بين الانحياز والسقوط: المثقف على حافّة الإبادة
مليحة مسلماني (ضفة العربي، 2/5/25)
في زمن الإبادة، حين تصبح غزة لوحةَ أهداف دائمة في مرمى القنّاص الاستعماري، وحين تُقتلع فلسطين من الجغرافيا والوعي معًا، لا يكون المثقف مجرد شاهدٍ على الألم، أو راويًا لسردية المأساة فحسب، بل يصير هو ذاته اختبارًا حاسمًا للمعنى والقيمة، مكانه: في الصف الأول على جبهة تشتبك في معركة وجودية ضد آلة المحو الشمولية. فالاستعمار، كما يعرّيه فرانز فانون، منظومةٌ متكاملة من الاستلاب والطمس، لا تقتصر على غزو الأرض وقتل أصحابها أو طردهم، بل تمتد كأخطبوط إبادي يستلب القيَم والعمق والمعنى ــ الذاكرةَ والهوية واللغة والثقافة، بل ويسلب المستعمَرَ الصورةَ التي يرى بها ذاته، بعد تجريده من وسائل الدفاع وحصاره ماديًا ومعنويًا.
لماذا يخطئ المثقفون؟... دور التنوير في مجتمعات ملتهبة
مارلين كنعان (إندبندنت عربية، 6/5/25)
يأتي كتاب صامويل فيتوسي "لماذا يخطئ المثقفون؟" في أوانه ليهز هزاً عميقاً بعض القناعات الراسخة، وهو، بحق، من الكتب التي تحث القارئ على التفكير، لعل الفكر العربي المعاصر في حاجة إلى دراسة مشابهة تعيد النظر بدور المثقف الذي تحدث عنه علي حرب في أجمل كتبه، راصداً تراجع حضور الحرية والتقهقر والعقل والتنوير والارتهان للغرب مقابل ازدياد الجهل والتعصب والموروث الغيبي
المثقف.. وإعادة الاعتبار إلى الثقافة كأولوية
محمد غبريس (مؤسسة الفكر العربى ، 25/4/25)
نشرت مؤسسة الفكر العربى مقالا للكاتب اللبنانى محمد غبريس، تناول فيه الصعوبات التى يمر بها المثقف العربى اليوم، داعيا الفئات المثقفة والحكومات إلى ترك تبادل الاتهامات بمن المتسبب فى هذا الواقع، والبدء فى العمل المشترك... نعرض من المقال ما يلى:
يصطدم المثقف العربى اليوم بجدار من المتغيرات الاجتماعية والثقافية والحياتية التى تعصف بالواقع من كل جوانبه منذ سنوات عدة، إن لم يكن منذ عقود، ويواجه تحديات كبيرة ومتشعبة، والكثير من العوائق التى تعترض طريق النهضة والتقدم، إضافة إلى أشكال مختلفة من المشكلات والإحباطات والظروف الصعبة التى تحول دون إيجاد أى حلول، أو بوابات للخروج من النفق المظلم.
لهذه الأسباب نحن جيل المثقف السعيد
أمين الزاوي (إندبندنت عربية، 1/5/25)
اليوم اختفى المثقف الذي كان يتجلى في صورة تشبه صورة الأنبياء، لم يعد هناك مثقف مركزي، يشكل رمزية في المحيط الاجتماعي والثقافي القريب والبعيد، باسم دمقرطة المعرفة ودمقرطة وسائل الاتصال والتواصل، أصبح باستطاعة كل واحد أن يدلو بدلوه من دون رقيب أو حسيب معرفي أو أخلاقي.
المثقف العربي وقضايا الأمة.. بين عصا السلطة وجزرة التغرب
مجيدة محمدي (أنباء إكسبريس، 1/5/25)
في عالم تتصارع فيه التحديات مع الحقائق، وتتنازع فيه الهويات بين الموروث والمستورَد، يبرز سؤال وجودي ملحّ: أين يقف المثقف من كل هذا الضجيج؟ أهو شاهدٌ على العصر أم شاهد زور؟ أهو صوت الأمة أم صدى السلطة؟ أهو طليعة التغيير أم آخر من يغادر السفينة؟
إن المثقف العربي يعيش في مفترق طرق حاد، تتقاذفه ريح السلطة التي تهاب الوعي، وريح التغريب التي تسلبه ذاته، فيما يتثاقل على كتفيه عبء قضايا لا تنتهي، من فلسطين الجرح المفتوح، إلى الحرية التي تُغتال كل فجر، مرورًا بالعدالة الغائبة، والهوية المتآكلة. وبين كل هذا، يبرز التحدي الأخلاقي: هل يواصل حمل الشعلة في وجه العتمة؟ أم يتنصل من دوره،
مكتفيًا بالنجاة الفردية على حساب المعنى الجمعي؟
ما الثقافة ومن المثقف؟ رحلة في تجلية المفهوم بين العربية والفلسفة
إيناس محروس بوبس (الجزيرة، 26/4/25)
في جلسة ماتعة مع بعض الصديقات، طرح اسم أحد المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي. فقالت إحداهن: إنه مثقف، بينما اعترضت أخرى، وتساءلت ثالثة: أي واحدة منكن تمتلك ثقافة أعلى من ثقافته؟.
تلا هذا الأمر نقاشٌ طويل وحوار ذو شجون في معنى الثقافة والمثقف. ولكن أهم ما تفتق عنه الحوار، هو أن هذا المفهوم الشائع شيوعا مفرطا لا يزال هلاميا وضبابيا لدى كثيرين، لا سيما في زمن السيولة الثقافية التي أنتجتها هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي.
Image personnelle