الخميس 5 سبتمبر 2024 - في ذكرى رحيل أديب نوبل نجيب محفوظ
نجيب محفوظ... لماذا لا يتجاوزه الزمن؟
محمد طلبة رضوان (العربي الجديد، 3/9/2024)
ما الواقع؟... هذا سؤال يزعم الجميع امتلاك إجابته، فيما تُخبرنا مآلات الإجابات الرائجة أنّ الواقع شيء آخر، غير المتخيّل. أحد تجلّيات العجز عن الإجابة ما حدث في ثورات الربيع العربي، فالأنظمة السياسية المستقرّة، رغم توفّر إمكانات رفع الواقع، لم تدرك واقعاً جديداً يحيط بها، في زمن مواقع التواصل الاجتماعي وقدرة أصحاب أفكار التغيير على تجاوز منافذ التوجيه الحكومية إلى حسابات ملايين المتابعين، فجاءت ثورات "فيسبوك" وأخلّت بتوازن العروش واستقرار الكروش، أمّا أصحاب الانتفاضات الشعبية، فقد مثّلوا جسرَ العودة للأنظمة التي أسقطوها للسبب نفسه، العجز عن تقديم إجابات عن سؤال الواقع، واقع الدولة، وواقع السلطة، وواقع الحكم، فتوقّف قطارهم عند حدود النفير، وحين استأنف حركته، كانت قضبانه أرواحهم، ملايين من البشر في تونس ومصر وسورية وليبيا واليمن والسودان ولبنان دفعوا حيواتهم وحرّياتهم واستقرار عائلاتهم ثمناً لعجز نُخَبِهم في الإجابة عن السؤال.
رواية «زقاق المدق» لنجيب محفوظ: القَضايا والشخصيات
عبد الجبار العلمي (القدس العربي، 27/8/2024)
واكب نجيب محفوظ التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمجتمع المصري، من خلال منجزه الروائي الباذخ المتميز، ابتداء من المرحلة التاريخية وبداية المرحلة الاجتماعية، مروراً بالمرحلة الواقعية النقدية والمرحلة النفسية والفلسفية، «السراب» و«أولاد حارتنا» وبداية مرحلة اجتماعية جديدة (كتاب تأملات في عالم نجيب محفوظ لمحمد أمين العالم) يقوم بناؤها على استخدام الرمز وتقنيات الرواية المعاصرة، «ثرثرة فوق النيل» و«ميرامار» وصولاً إلى مرحلة توظيف التراث العربي، «ليالي ألف ليلة» و«ابن فطومة» والتراث المصري القديم « العائش في الحقيقة» وانتهاء باستخدام الشكل الملحمي في رائعته «ملحمة الحرافيش» على سبيل المثال لا الحصر.
نجيب محفوظ والسينما
(ميدل ايست اونلاين، 30/8/2024)
تضرب علاقة نجيب محفوظ بالسينما وفن الدراما في جذور الحياة الثقافية العربية بعامة، وحياته الأدبية والإبداعية بعمق، فهو الروائي الذي ذاعت شهرة الأفلام السينمائية المأخوذة عن أعماله الروائية والقصصية، وصارت تحقق نجاحات منقطعة النظير كما أنها أرَّخت بعمق للتاريخ المصري وشرائحه الاجتماعية البسيطة والمتفاوتة في إيقاعات وجودها، وتجاورت فيما بينها من جهة وبين السينما من جهة أخرى، لتصنع هذا التمايز بما يشبه قطع الموزاييك، فكانت روايات الواقعية الاجتماعية: "بداية ونهاية، زقاق المدق، القاهرة الجديدة، ثم الثلاثية، ولعلها الأشهر التي جسدت تاريخا من النضال السياسي والاجتماعي، وانتقلت السينما معها بكلاسيكياتها إلى طزاجة المحتوى فيما قدم بعد ذلك من مراحل روائية متمايزة، ربما شملت الروايات التي أنتجها عميد الرواية العربية..
"على القهوة" وفي الوظيفة الحكومية... لحظات من الحياة العادية لنجيب محفوظ
يسري عبد الحميد السعداوي (رصيف 22، 30/8/2024)
لم يكن نجيب محفوظ أديباً أريباً ينتج الروايات والقصص من برج عاجيّ فحسب، بل كان رجلاً مصرياً بسيطاً يعيش الحياة العادية؛ يجلس في المقاهي، ويعيش في الحارة مع الناس البسطاء، ويذهب إلى عمله في الوظيفة الحكومية، ويعمل بانضباط الرجل العادي الذي يعيش الحياة العادية الروتينية. أجرى رجاء النقاش حوارات عدة مع نجيب محفوظ، ضمَّنها كتابه "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ". من خلال هذه الحوارات نلتقط لحظات تُقرّبنا من حياة نجيب محفوظ الرجل العادي البسيط الذي يحب الحياة والناس، وليس نجيب محفوظ الأديب العالمي و"النوبليّ".