الخميس 29 يونيو 2023 - بأيّة حال عُدْتَ يا عيد؟
بأيّة حال عُدْتَ يا عيد؟
وائل نجم (العربي الجديد، 29/6/2023)
"عيدٌ بأيّة حال عُدْتَ يا عيد"، قالها المتنبّي راثياً وناعياً الأيام التي كان يعيشها في ظلّ حكم كافور الإخشيدي الذي كان عبداً حبشياً، ثمّ انقلب على أسياده في مصر، ولم يسلم منه البشر ولا الحجر، حتّى صحّر كلّ شيء فيها، وأصاب المتنبّي منه ما دفعه إلى قول هذا البيت من الشعر، بل إلى نظم قصيدة شهيرة يشرح فيها أحوال مصر وما بلغته في ظلّ قيادة كافور "الحكيمة". ولربما هناك اليوم مئات أو آلاف من المتنبّي يرثون حال مصر وأيامها التي تصحّر وتجمّد فيها كل شيء، وكأنّ الزمن توقّف بعد الإجهاز على المسار الديمقراطي الذي انطلق مع بداية العقد الثاني من القرن الحالي.
"عيد بأيّة حالٍ عدتَ يا عيد"، قالها المتنبّي وهو يتذكّر الأيام الخوالي التي عاشها من قبل في سورية في ظلّ حكم سيف الدولة الحمداني، ثمّ رحل عنها بعدما كشف عن خبايا تلك الدولة وأسرارها، حيث المعلوم شيء والمخبوء شيء آخر. وكم من متنبّي اليوم يتذكّر سيف الدولة الحالي الذي قتل وغيّب مئات الآلاف وهجّر أضعافهم، وبعثر الجغرافيا السورية بين مناطق نفوذ موزّعة على القوى الإقليمية والدولية، وتنازل عن سيادتها وقرارها لصالح تلك القوى النافذة، لكنّه كشف أنّ المعلن يختلف جذرياً عن المخبوء والمختفي.
موريتانيا: بأية حال عدت يا عيد؟
عبد الله مولود(القدس العربي، 27/6/2023)
يحل عيد الأضحى هذا العام، وموريتانيا شأنها شأن دول الساحل الإفريقي؛ ما تزال تعاني من ضغوط الأزمة الدولية بشقيها الغذائي والطاقوي. تلك الأزمة الناجمة عن حرب أوكرانيا، وعن تداعيات وباء كورونا، وسط انعكاسات عقود من الفساد المالي والإداري.
الجميع في موريتانيا يتساءل مع أبي الطيب: عيد بأية حال عدت يا عيد؟ والجميع منشغل بمصاريف العيد المتعلقة بالأضاحي والملابس، وارتفاع أسعارهما المثقلة لكواهل أرباب الأسر في بلد يعيش فيه (حسب اليونيسف) ما يقارب 2.3 مليون شخص، أي 56.9% من السكان؛ أي أن ستة أشخاص من كل عشرة في حالة فقر.
في عيد الأضحى لا بد من لبس الجديد، إذ تتنافس الأسر في اقتناء أفخر الأقمشة: الدراريع للرجال، والملاحف للنساء، أما الأطفال فيلبسون الأزياء القياسية المعروفة.
وكانت الملابس المستعملة المستوردة من أوروبا والولايات المتحدة، والمعروفة محلياً باسم «فك جاي» (أي انفضْ والبسْ)، تحل للفقراء مشكلة ملابس العيد لكونها جيدة ورخيصة في آن واحد، غير أن أزمة كورونا أربكت توريد الملابس المستعملة خوفاً من نقل العدوى، كما أنها بما سببته من غلاء، أرجعت الأغنياء من استعمال اللباس الجديد إلى اللباس المستعمل.
الأضحى" في السودان... عيد بأي حال عدت يا عيدُ
(اندبندنت عربية، 28/6/2023)جمال عبد القادر البدوي
يأتي عيد الأضحى المبارك على السودان هذا العام، بينما يعيش أهله مرارة اللجوء والقتال والأوضاع المعيشية الصعبة.
الكاتب والصحافي السوداني جمال عبد القادر البدوي، يشير بأصابع الاتهام إلى فوهات الرشاشات والبنادق، باعتبارها هي التي خطفت من الشعب السوداني فرحة العيد وتقاليده، حيث علت أصوات الطائرات الحربية ودوي القذائف على أصوات التكبيرات.
ويقول : "يجيء عيد الأضحى إلى السودان، ليجد الديار قد هُجرت والأحباب تفرقوا والأسر تشتت بين مهجرٍ ومفقود ومتوفى".
السودان: المواجهات المسلحة تجبر "المرارة" على الغياب هذا العام
عباس التيجاني(الترا سودان، 28/6/2023)
ما الذي يأتي على بال السودانيين والسودانيات ممن هاجروا قسرا حين سماعهم بــ"عيد الضحية" في نشرات الأخبار؟ ما الذي يجول بخاطر الأطفال عند مشاهدة صور عيد الأضحى في الدول المسلمة على شاشات التلفاز؟ يشرح أحد المواطنين لمراسل قناة ما طبخة من الصومال، تشاد أو أي دولة تصارع للخروج من الحرب. يشرح ذلك المواطن من خلال تقرير المراسل تقاليد وطريقة الطبخ عند الأضحية: "بعد الصلاة مباشرة، نتبادل تحايا العيد، ثم نعود لمنازلنا كي ذبح الأضاحي، نقسم اللحم إلى قطع، نضع الفحم على الموقد، نذيب قليلًا من دهن الخروف على صاج، نضع اللحم، نضيف الملح ثم نخفض النار قليلًا ثم نضيف الثوم". قد يتبادل الفارون من جحيم الحرب التعليقات، إنها تشبه ما نعده في منزلنا المدمر، ويقول آخر طريقتنا في عمل الشّية لا تشبه أي بلد وكذلك "أم فتفت" أو "المرارة" إنها اختراع سوداني خالص. لكن "أم فتفت" هذا العام قد لا تكون حاضرة كما في السابق، وربما تكون مستحيلة لغالبية الأسر السودانية في المناطق شبه الآمنة أو الذين عبروا إلى دول أخرى على حد سواء.
استعدادات مثقلة بالفقر والغلاء لاستقبال عيد الأضحى في اليمن
هشام سرحان(العربي الجديد، 23/6/2023)
تتواصل منذ أيام تحضيرات المواطنين في اليمن لاستقبال عيد الأضحى المبارك، والمتمثلة بشراء ما يقدرون عليه من المتطلبات العيدية التي اعتادوا عليها خلال السنوات السابقة، وعلى رأسها الأضاحي التي يحرصون على تأمينها بطرق مختلفة كتربيتها في المنازل أو شرائها من الأسواق المنتشرة في داخل المدن.
وتزدحم أسواق المواشي في عدد من المدن اليمنية بالمواطنين الباحثين عن الأضاحي، إلا أن أسعارها شهدت هذا العام ارتفاعاً كبيراً ما قد يدفع الكثيرين نحو العزوف عن الشراء واللجوء إلى بدائل أخرى كاقتناء اللحوم أو تلقي كميات مشابهة من بعض المنظمات والمبادرات الخيرية، كما يقول مواطنون لـ"العربي الجديد".