الثلاثاء 28 نوفمبر 2023- الأديب المصري يعقوب الشاروني، رائد أدب الطفل
رحيل يعقوب الشاروني: أدب الطفل يفقد أحد رواده
إيهاب محمود (ضفة العربي، 28/11/2023)
مخلصًا لفن أدب الطفل، قضى الأديب المصري يعقوب الشاروني حياته، يبدع ويكتب الكتاب تلو الآخر ليرسخ فنًا حقيقيًا ويؤسس لمدرسة متفردة في أدب الطفل كان هو رائدها بامتياز، حتى غيّبه الموت الخميس الماضي، الثالث والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري عن عمر يبلغ الثانية والتسعين، بعد منجز إبداعي تخطى الأربعمائة كتاب.
الأديبة المصرية الراحلة الدكتورة سهير القلماوي قالت في تقرير اللجنة التي منحت يعقوب الشارونى جائزة أحسن كاتب أطفال في عام 1981، "إن أسلوب الشاروني قد حقق آفاقًا بعيدة المدى، سهولة وبساطة وتعليمًا... إنه أسلوب واضح المعالم، مستجيب لكل ما نطمع فيه من حيث اللغة التي نخاطب بها الأطفال". لم تكن إشادة القلماوي هي الأولى أو الوحيدة، بل حظي الراحل بإشادة لافتة من بعض رموز الثقافة العربية مثل توفيق الحكيم، الذي رشح الشاروني عام 1963 للحصول على منحة تفرّغ للإبداع الأدبي تمنحها وزارة الثقافة قائلًا: "أزكي هذا الطلب بكل قوة لما أعرفه عن السيد يعقوب الشاروني من موهبة".
القاضي الذي كتب للأطفال وأصبح "رائداً"… يعقوب الشاروني
يسري عبد الحميد السعداوي (رصيف 22، 26/11/2023)
رحل عن عالمنا رائد أدب الأطفال في مصر يعقوب الشاروني يوم الخميس 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2023. وبرغم خسارة أدب الأطفال برحيل هذا الرائد الذي ساهم في بناء وعي وإثراء خيال أجيال عديدة، إلا أن عزاء محبيه من الأطفال والكبار هو ما تركه من تراث ضخم من كتاباته الرائعة التي نالت مكانة كبيرة ليس على المستوى العربي فقط، بل على المستوى العالمي؛ فقد حاز الشاروني جائزة أحسن كتاب في أدب الطفل في معرض بولونيا للكتاب سنة 2002. في هذه المقال نغوص في عالم الشاروني لإبراز إسهام منجزه الكبير في عالم الكتابة للطفل في مصر.
قاضٍ يكتب للأطفال
وُلد يعقوب الشاروني في 10 شباط/فبراير 1931 لأسرة محبة للثقافة والكتب لديها مكتبة منزلية في حي مصر القديمة بالقاهرة. درس الشاروني القانون والاقتصاد والتحق بعد تخرجه سنة 1952 ليعمل في هيئة قضايا الدولة وتدرج في مناصب سلك القضاء، حتى وصل إلى منصب نائب (رئيس محكمة) بهيئة قضايا الدولة.
يعقوب الشاروني وسبع حكايات من عمان
محمد بن سليمان الحضرمي (عمان، 25/11/2023)
قرأت ذات مرة في إحدى المجلات الثقافية العربية، تقريرًا حول الكاتب المصري يعقوب الشاروني، الذي رحل عن عالمنا قبل أيام، عن عمر بلغ 92 عامًا، وللوهلة الأولى تذكرت أخاه الأديب يوسف الشاروني (ت: 2017م) عن 92 عامًا أيضًا، للشبه الكبير بينهما في ملامح الوجه، الذي كان يعمل في وزارة الإعلام العمانية خلال سنوات الثمانينيات من القرن الماضي، ومن ذلك التقرير عن الأديب يعقوب تعرَّفت على إسهامه في أدب الطفل، بكتابة عشرات الأعمال، تبلغ كما قرأت عنه: أكثر من 400 عنوان بين قصص وروايات وغيرها من الأعمال، لذلك يعد رائدًا في الكتابة لأدب الطفل، وفي مكتبتي احتفظ بإضبارة تضم سبع حكايات من عمان ألفها يعقوب الشاروني مطلع التسعينيات.
صدرت الحكايات عام 1991م عن وزارة الإعلام، وبعد أن قرأت خبر رحيل الأديب يعقوب الشاروني، امتدت يدي إلى هذه الإضبارة القصصية الخاصة بأدب الطفل، ورحت أعيد قراءتها من جديد، ورأيت فيها أن أخاه الأديب يوسف الشاروني حاضر في هذه الحكايات، حيث قام بمراجعة المادة العلمية، التي تزين صفحاتها رسومات تعبيرية.
في الغالب، كلما نسمع عن رحيل أديب، أو وفاة شاعر، أو انقضاء أجل كاتب ما، قرأنا له أو التقينا به، أو سمعنا عنه، نجدنا نبحث عن نتاجه الثقافي، وما تركه من مؤلفات، هي برأيي أجمل بصمة يتركها الإنسان بعد أن يرحل من هذه الحياة، وهذا أمر طبيعي، فكيف إذا كان هذا الكاتب قد ترك أثرًا في ثقافتنا المحلية العُمانية، وأسهم بإصدار أدبي يضاف إلى إنجازاته الأدبية، مع أنني لم أجد لها ذكر في شبكة الانترنت.
يعقوب الشارونى”.. من رواد أدب الأطفال في مصر والعالم العربي
سماح عادل ( كتابات،14/11/2023)
نشر أول كتاب للأطفال عام 1959، وتم تكريمه بجائزة الدولة الخاصة بالآدب في عام 1961، وذلك خلال حفل كبير أقيم في مدينة المنصورة بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصار شعب المنصورة على الاحتلال الفرنسي. وعلى الرغم من بدايته في مجال القانون وتخصصه في الاقتصاد السياسي، إلا أن شغفه بالكتابة كان أكبر.
كتب بابا في جريدة الأهرام تحت عنوان “ألف حكاية وحكاية” منذ عام 1981. حائز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمسابقة سوزان مبارك لأدب الأطفال عام 2001 في مجال التأليف عن كتابه «أجمل الحكايات الشعبية» التي تسلَّمها من سوزان مبارك.
وفي عام 2002 فاز كتابه نفسه بجائزة «الآفاق الجديدة» من معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال بإيطاليا، وهي جائزة تُمنح لكتاب واحد على مستوى قارات آسيا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا وأستراليا، وهي واحدة من أهم جائزتين يمنحهما المعرض سنويًّا على مستوى العالم.
عالم الطفل
في حوار معه ل “بوابة ماسبيرو” يقول “يعقوب الشارونى” عن انجذابه إلى عالم أدب الطفل وهل تختلف الكتابة للطفل في مراحل سنية مختلفة: “الأطفال هم الذين اختاروني لأكتب لهم، وكان نجاحي هذا مع الأطفال، من أهم أسباب اقتناعي بسلامة اتخاذي قرار ترك العمل القضائي نهائيًا، والاستمرار في العمل بوزارة الثقافة، وكان ذلك نهاية عام 1968، بعد فترة انتداب من عملي القضائي، واخترت، منذ ذلك التاريخ أن اتجه بكل ما أملكه من موهبة لعالم الكتابة للأطفال، ثم توليت رئاسة المركز القومي لثقافة الطفل، متخليا عن أية ميزة اجتماعية ومادية للمنصب القضائي
رائد أدب الطفل يعقوب الشاروني في حوار السبعين عاما من الابداع
(ميدل ايست، 17/11/2023)
الشاروني، اسمه علم في أدب الطفل في العالم كله، وهو شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2023، وتمتد رحلة عميد أدب الطفل الذي يبلغ من العمر 93 سنة 70 عاما من الإبداع الأدبي والذي وصل عدد إبداعاته من تأليف وترجمة إلي 400 كتاب.
واعتز الشاروني على مدار عمره كله بأنه كاتب أدب طفل، في الوقت الذي قد يخجل بعض أصحاب هذا التخصص من اللقب، نظرا لما ينظر له أحيانا من أن كتاب أدب الطفل هم كتاب درجة ثانية.
كما أنه أول كاتب أدب طفل يحصل على جائزة الدولة التقديرية، وحصل عليها عام 2022.
يمر الكاتب الكبير حاليا بوعكة صحية جعلته غير قادر على المشاركة في الفعاليات الثقافية، إلا أن ذلك لم يمنعه من متابعة الجديد في أدب الطفل، والكتابة أيضا، فصدر له "ثورة الأمهات في بيت الأسد" عن دار نهضة مصر 2023، كما صدر له عن المكتبة الخضراء "سفن الأشياء الممنوعة"، "البخلاء للجاحظ"، "نبهان وقمر الزمان" عن دار المعارف، ويعكف على كتابة رواية عن البحر المتوسط، حيث يشغله حاليا بشدة الكتابة عن الصحراء والبحر.
والشاروني كما يقول أن أكثر ما يسعده هو إطراء طفل أو كلمة أم تهمس له: "كتاباتك فعلت مع ابني المستحيل"، لذلك فالحوار معه يحمل ثراء تجربة شيخ وطموح وحماس شاب متجدد بالأفكار والإبداع وحماس للكتابة لا يفتر.