الجمعة 27 سبتمبر 2024 - مقالات المفكر والمترجم عبد السلام بنعبد العالي
كتاب دافيد لوبروتون الجديد... عن الكلام في مجتمع أشباح
عبد السلام بنعبد العالي (المجلة، 23 سبتمبر 2024)
هذا هو العنوان الصغير للكتاب الأخير لعالم الإناسة دافيد لوبروتون الذي ظهر هذه السنة تحت عنوان: "أهي نهاية تجاذب أطراف الحديث؟" David LE BRETON, LA FIN DE LA CONVERSATION ? La parole dans une société spectrale,Paris. يسعى لوبروتون في هذا الكتيّب، كما يقول هو نفسه، إلى أن "يتتبع آثار محادثات تواجه التحدي، كي يفهم قيمتها الأنثروبولوجية والتهديدات التي تواجهها". وهو يتساءل: "كيف سيغدو العالم حينما يحل "تواصل تبادل المعلومات" محل "تجاذب أطراف الحديث"، وحين يهيمن "الاتصال" على الحوار والمحادثة، وحين يصبح الرابط الأساس مع الآخر يتم عن بعد دون وجود متبادل، اللهم إلا تجاور الأفراد، من غير أجساد، ولا حسية، ومن غير عاطفة، فليس إلا التشبه والمحاكاة؟".
الكتابة والترجمة... التعدّدية اللغوية أداة لتمكين الثقافة
عبد السلام بنعبد العالي (المجلة، 16 سبتمبر 2024)
أنطلق من فرضية، أتمنى أن تجد تبريرها في نهاية هذا المقال، ترى أن التعددية اللغوية سمة الكتابة بما هي كذلك، فلا محيد للكاتب من أن "يغرق" في لغات متعددة، علما بأن اللغة بابلية في جوهرها. لا يعني ذلك فحسب أن الكاتب يجد نفسه أمام كثرة من اللغات، وإنما أن هذه اللغات تتشابك عنده في عمليات ترجمة. وسرعان ما يجد نفسه في وضعية ترجمة لا تتوقف. وعندما تدخل اللغات في عمليات ترجمة فإن تعددها ينتعش، ولا تعود اللغة تقتصر على الاختلاف مع غيرها من اللغات، وإنما تسعى لأن تخالف ذاتها.
علامات يشي بها الوجه عن علاقتنا بذواتنا وبالآخر
عبد السلام بنعبد العالي (المجلة، 10 سبتمبر 2024)
عندما نسير في الشارع، عندما نأخذ الحافلة أو مترو الأنفاق، نرى الآخرين، نشعر تلقائيا بحضورهم كحضور بشري. هذه الحقيقة تعود أساسا إلى حقيقة أنهم يملكون وجوها. وجوها، أي ليس فقط "واجهة" يظهرون بها ككائنات لها عينان وفم وأنف، وإنما وجوه متفردة ترتسم عليها معان ودلالات. كل وجه منها يختلف عن الوجوه التي تحيط به، إنهم يملكون وجها يظهر تعبيرات، أي يدل على وضع، طريقة في الوجود، شعور، نية – تلك الحالات النفسية والأخلاقية التي ننسبها عادة إلى الشخص.
ناقدة فرنسية تكشف الوجه الآخر للترجمة: أداة عنف وإلغاء
عبد السلام بنعبد العالي (المجلة، 02 سبتمبر 2024)
ينطلق كتاب الناقدة الفرنسية تيفين ساموايو Tiphaine Samoyault "الترجمة والعنف" Traduction etviolenceمن ملاحظة كون الترجمة تعتبر عادة عملية إيجابية للغاية بما تضمنه من انفتاح على الآخر ومد الجسور معه، وكونها تتلقى تشجيع أعلى الهيئات السياسية (المفوضية الأوروبية، منظمة "يونسكو")، وكذا كونها تحتفل بالتنوع، وتسهل التواصل بين الأشخاص من مختلف أنحاء العالم، وتسمح بفهم متبادل في احترام كل طرف للطرف الآخر. في مواجهة هذا الوجه الإيجابي، وهذا التفاؤل الكبير، يركز كتاب ساموايو على تفكيك الافتراض السلمي والإيجابي للترجمة من خلال تذكيرنا بآليات الهيمنة التي تتضمنها: فحيث من المفترض أن توصل وتجمع وتبني، فإن الترجمة قد تكون على الأرجح أداة تفكك وتفرقة وتقويض.
من خلال دراسة مفصلة للعديد من الحالات التاريخية، تسعى الباحثة إلى تسليط الضوء على أشكال العنف التي ينتجها عمل المترجم أو يصاحبها، فكأنها تسعى إلى الكشف من جديد عن الإمكانات السلبية الفعالة للترجمة.