الجمعة 27 سبتمبر 2024 - الكتابة في أدب المفكراللبناني إلياس خوري
رواية «باب الشمس»: فلسطين وإنسانية الكتابة في أدب إلياس خوري
عبد الحفيظ بنجلولي (القدس العربي، 26/9/24)
عندما نقرأ رواية، تنزاح ستائر أمكنتها وتظهر الشخوص لتكشف أقل القليل عن قصدية محتملة للروائي، لكن هذا الأخير قد يقدم عبر «مُناصات خارجية» بعض العلامات التي توصل القارئ إلى وعيه في علاقته بالعالم وبالكتابة، وهو ما حدث مع رواية «باب الشمس» لإلياس خوري، التي كتبها بحب عن موضوعة الحب، لكن داخل إطار المقاومة، وهو ما يفسر الجمل الدالة على رؤية خوري للحياة.
تخييل الواقع والقارئ النبيل
جاء في عنوان مقال ينقل مراسيم جنازة إلياس خوري: «رحل بعد أن أغلق باب الشمس» في إحالة إلى الرواية التي أشاد بها الروائي البرتغالي صاحب جائزة نوبل خوسيه ساراماغو. تساءلت حينها عن الباب الذي ذكر في عنوان الرواية مطلقا، ولم يؤكد الروائي إن كان مفتوحا أو مغلقا، والباب أصلا يركب ليغلق، فالأولى أن رحيل إلياس خوري سيفتحه لتشهد الـ»شمس» الدخول المتجدد للقارئ.
إلياس خوري عاشق فلسطين
بول شاوول (المجلة، 24/9/24)
رحل الروائي والناقد والإعلامي اللبناني إلياس الخوري مبكرا عن عمر يناهز السادسة والسبعين، تاركا وراءه إرثا متنوعا من روايات ومقالات وكتب نقدية وأبحاث. عمل في تحرير عدة صحف منها "السفير" وترأس تحرير الملحق الثقافي في جريدة "النهار" و"مجلة الدراسات الفلسطينية"، لكن أهميته الكبيرة تبقى في رواياته التي ترجم بعضها إلى لغات عدة.
رحل إلياس الخوري، المناضل للقضية الفلسطينية، وفلسطين تعيش نكبة جديدة وخطيرة، النكبة الجديدة المستمرة أبدا كما كتب مرارا. هو ابن الجامعة اللبنانية، درس التاريخ في كلية التربية، ومن هناك بدأ نضاله السياسي، فشارك في تظاهرات الحركة الطالبية، والسياسية، وكان حاضرا في معظم التحركات والمناسبات خصوصا عندما اغتيل صديقه سمير قصير، وكذلك في "انتفاضة 14 آذار" اللبنانية. حمل السلاح الفلسطيني في أحداث عام 1975 وأُصيب بعينه أثناء المعارك التي اندلعت في بيروت.
إلياس خوري: فروسية العاشق الأبدي وحكاية الحب الباقي
رائف زريق (القدس العربي، 23/9/24)
لا أجد مدخلاً، لا وصفا، أفضل للحديث عن الصديق والأخ والحبيب إلياس خوري سوى صفة العاشق الأبدي: العاشق للحياة، العاشق لفلسطين، العاشق للأدب والشعر والعاشق للجمال والعاشق للحرية. وفي صفة العاشق من الدلالات ما يحيل ويكشف علاقة إلياس بالكون الذي يحيط به. إذ أن من صفات العاشق الأولى، الجنون، وعندما أقول الجنون فإني أقصد ذلك الاندفاع غير المحسوب والمتهوّر نحو شخص الحبيب. ذلك الاندفاع الذي لا تفسير له، والذي يرفض الانصياع للربح والخسارة والمنفعة، وعليه ليس صدفة أن نقول عن فلان إنه «وقع» في الحب، لأن الحب وقوع وتعثر، لكنه تعثر يحررنا من التخطيط والتفكير العقلاني. وهكذا اندفع الياس نحو الحياة، دون استئذان وشرّع أبوابه لها وتركها تدخل إليه، عانقها فعانقته. وهكذا كانت علاقته مع أصدقائه وأحبائه، التي تميزت بالعفوية والتلقائية وغياب المصالح والخطط الاستراتيجية. إن هذا العشق الدائم، وهذه الجاذبية الغامضة التي كانت تغويه جعلته يسير خلف بوصلته الأخلاقية أينما اتجهت، كما يذهب العاشق وراء قلبه دون حساب.
إلياس خوري.. ازدواج الأدب والسياسة
عباس بيضون (العربي الجديد، 22/9/24)
كان رحيل إلياس خوري مباغتاً رغم معرفة الجميع بأنّه يغالب المرض منذ عام ونصف. ليس رحيلُه مباغتاً بقدر ما كان مدوّياً. لا بدّ أنّ حدثاً كهذا سيُلعلع في بلدٍ رغم أنّ أزماته المتلاحقة، الاقتصادية والسياسية، لا تترك له فسحةً لوقفة هادئة. الثقافة في وضعٍ كهذا تتراجع إلى هامش جانبي
إلياس خوري المثقف المتعدّد
علي علوش (المدن، 22/9/24)
عاش الياس خوري حياة فريدة في الكتابة والثقافة والسياسة، ميزتُها أنها لم تعترف بالحدود. وإلى حين رحيله الأسبوع الماضي، لم يكف عن التعدد بين الكاتب الروائي، والصحافي الثقافي، والأستاذ الجامعي، والحزبي اليساري المعارض، والمناضل الفلسطيني اللبناني السوري. ويعرف الذين عايشوه أنه كان حاضراً في أكثر من مجال في وقت واحد، يتحرك بين حقول عديدة بمهارة وسلاسة، محافظاً على قدر كبير من التوازن، الذي يحترم دور المثقف النزيه، والكاتب صاحب الصلة العضوية بقضايا بيئته وعصره.
Elias_Khoury. Source : wikipédia/ Licence : CC BY-SA 2.0