الثلاثاء 27 يونيو 2023 - طقوس الحج الشعبية في الدول العربية
تعرف على أبرز طقوس استقبال الحجاج حول العالم العربى
منة الله حمدي (اليوم السابع، 27/6/2023)
"الحج" فريضة مجرد ذكرها يشعر بالسعادة، حيث الاحتفال قبل الذهاب لأداء مناسك الحج أو بعد العودة ملقب بالحاج، عادات وتقاليد يحافظ عليها الجميع وتتوارثها الأجيال تحمل الآثار الطبية والمعانى الجميلة في نفوس البشر، احتفالات من مشارق الأرض لمغاربها في دول وولايات يرفع الدين الإسلامي رايته، تشابهت الاحتفالات أو اختلفت فهناك تعظيم لإحدى شعائر الدين وتعزيزها.
وفي تقريرنا نرصد احتفالات المسلمين في الدول العربية لاستقبال الحجاج.
الاحتفالات في مصر
ما بين الولائم والذكر ودق الدفوف تدور احتفالات محافظات مصر بعودة الحجيج، وخاصة في القرى الأرياف التي تحتفظ بعادتها وتقاليدها حتى الآن في ظل التكنولوجيا التي فرضت نفسها داخل مجتمعنا المدنى، من بعض العادات في قرنا القرى المصرية وضع سعف النخيل على جدران البيوت نسبة لاستقبال أهل المدينة للرسول الكريم أثناء هجرته من مكة للمدينة، ورسم الفنون الشعبية والكعبة والجمل على جدران البيوت بالألوان المبهجة، الأهم كتابة جملة" حج مبرور وذنب مغفور" على جدران منزل الحاج، ويبدأ الحاج في توزيع الهدايا على الحاضرين من سبحة وسجادة صلاة وماء زمزم.
من الجَمَل إلى جبل عرفات… جداريات الحجّ التي قد تزول
إلهام الجمال (رصيف 22، 27/6/2023)
بجلبابه وعمامته، يقف "عم إسماعيل" على دكة خشبية بثبات، يمسك بين يديه فرشاته وعلبة ألوان أعدّها بنفسه، يخطّ على واجهة منزل جدي في قريتنا البعيدة، كلمات لها وقع خاص على نفسي: "حج مبرور، وسعي مشكور، وذنب مغفور". أحاول قراءتها فأنجح ليكافئني أبي بـ"حبة كرملة" بنكهة الليمون.
يرسم عم إسماعيل سفينةً ضخمةً تخترق الأمواج. يقول أبي إنها تحمل جدّي "عطا" لتعود به خلال أيام إلى أرض الوطن، بعد أن طاف حول الكعبة المشرفة التي رسمها عم إسماعيل أيضاً، بألوان مبهجة جعلتني أدرك جمال الحدث وجلاله.
مشهد لم يفارق خيالي برغم سنوات العمر التي تمضي تباعاً، والتي غيّب الموت خلالها جدّي والعم إسماعيل، وبقيت رسومات الحج تزيّن واجهة منزله صامدةً عبر العقود قبل هدمه. تذكّر المارة بأن هذا البيت سكنه رجل زار بيت الله الحرام ذات يوم.
طقس شعبي
لم يكن منزل جدّي الوحيدَ الذي حمل رسومات الحج في قريتنا في محافظة الشرقية؛ فقد كان الأمرُ أشبهَ بطقسٍ شعبي محبّب إلى الجميع، ارتبطت به أجيال متتالية في كل قرى مصر من شمالها إلى جنوبها، وكذلك بعض أحيائها الشعبية التي تعود جذور قاطنيها إلى الرّيف والصعيد.
جداريات الحج... أرشيف شعبي للرحلة المقدسة
حميدة أبو هميلة (اندبندنت عربية، 27/6/2023)
كأنها "سوشيال ميديا الحجاج" في زمن كانت فيه طرق التواصل شحيحة والرحلة المقدسة نفسها صعبة بدنياً وبالتالي نادرة، لتأتي عبارة "حج مبرور وذنب مغفور" التي تزين جدران بيوت من استطاعوا إليه سبيلاً وزاروا بيت الله الحرام لتأدية الركن الخامس من أركان الإسلام، تعلن وتسجل وتؤرخ لهذا الحدث المهم، الذي قد يأتي مرة واحدة في العمر، ولو بأدوات بسيطة وألوان محدودة ورسوم رمزية.
إنه غرافيتي من نوع خاص، هذه الكلمة التي عرفتها الجماهير عن قرب مع ثورة الـ25 من يناير (كانون الثاني) 2011، كنوع من الاحتجاج بينما كان الحراك السياسي على أشده، فتحولت جدران القاهرة إلى منشورات صارخة يعبر فيها كل واحد عن توجهه، سواء بعبارات حادة أو برسوم لوجوه طيبة أو حتى شرسة.
لكن فن الغرافيتي ضارب في القدم، فمثلما سجل الفراعنة على جدران المعابد إنجازاتهم ويومياتهم، استخدمه النشطاء للتعبير عن سخطهم واحتجاجهم، وفي ما بينهما كان زوار بيت الله يعتبرونه خطوة رئيسة تكمل فرحتهم، فهل لا يزالون بحاجة إلى هذا التقليد البسيط في وقت بات يضع الحجاج والمعتمرون صورهم بملابس الإحرام مباشرة على "إنستغرام" و"فيس بوك" و"تويتر"؟
تاريخ كسوة الكعبة.. يبدأ بالسعودية ولا ينتهي بمصر
(رؤية الإخبارية، 26/6/2023)
تحمل كسوة الكعبة تاريخًا طويلًا في مصر، واحتفالات مميزة تصحبها طبل ومزامير ورجال الدين الصوفية.
مشاعر من الألفة والمحبة يحملها المصريون تجاه كسوة الكعبة، بعدما استمرت مصر في صناعة الكسوة لأكثر من قرنين من الزمان.
كانت الكسوة تُصنع في مصر، وتقام احتفالات بعد صناعتها عرفت باسم “احتفال المحمل”، يمر الاحتفال عبر شوارع مصر بالجمال قاطعًا إياها حتى الوصول إلى السعودية، وامتلأت الشوارع خلال ذلك الوقت بالمصريين الذين كانوا يودعون الكسوة الشريفة.
تاريخ كسوة الكعبة في مصر
صنعت مصر كسوة الكعبة منذ عهد الخلفاء الراشدين، تحديدًا في عهد عمر بن الخطاب، وصارت مصر وقتها دولة إسلامية بعد فتحها على يد عمرو بن العاص عام 641 ميلادية، واستمرت في صناعتها خلال عهدي عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وكانت الكسوة تُصنع من قماش القباطي، أحد أنواع الأقمشة المصرية، ولونها أبيض.
حلوى غريبة، نساء فائقات الحسن، وحائط للتبرّك... مكة في كتب الرحالة
محمد شعبان (رصيف 22، 24/6/2023)
اكتسبت مكة المكرمة أهمية خاصة، نظراً لمكانتها الدينية، باعتبارها قبلة المسلمين لأداء مناسك الحج والعمرة، لذا كان من الطبيعي أن تستحوذ على اهتمام كثير من الرحالة الذين زاروها ودوّنوا مشاهداتهم المختلفة، ورصدوا عادات وتقاليد أهلها.
وكان ابن جبير الأندلسي أحد هؤلاء الرحالة، حيث زار مكة للحج عام 578هـ/1185م، ودوّن مشاهداته في كتاب "تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار"، ونقلتها عنه فريال عبدالمجيد الشريف في دراستها "مكة المكرمة كما جاءت في كتب الرحالة المسلمين، منذ القرن السادس الهجري حتى نهاية القرن التاسع الهجري".
وذكر ابن جبير، أن لأهل مكة عادات خاصة عند نزول المطر، فعندما كان بالحرم الشريف هطلت أمطار غزيرة، فتهادر الناس إلى حجر إسماعيل، متجردين عن ثيابهم، يتلقفون ماء المطر الذي ينزل عليهم برؤوسهم وبأيديهم، كما يتلقفونه بأفواههم، وحرص كل واحد منهم على أن يسقط على جسمه من هذا الماء الذي يعتقدون أنه ماء مبارك، وقد ارتفعت أصواتهم بالدعاء والبكاء، طالبين الرحمة والمغفرة.
سعف وذبائح وأراجيح.. أبرز طقوس الحج الشعبية في الدول العربية
شيرين صبحي (رؤية الإخبارية، 23/6/2023)
تتشابه كثير من طقوس الحج الشعبية التي تمارسها شعوب الدول العربية، وإن اختلفت في بعضها.
ويشترك العرب في تزيين مداخل منازل الحجاج بسعف النخيل وأشجار السرو، تيمُّنًا بالرسول عند هجرته إلى المدينة المنورة. وتنحر العائلات الميسورة الخراف ليمر فوقها الحجاج، ويطبعون أصابعهم بدمائها على جدران المنازل.
في اليمن تبدأ طقوس استقبال الحجاج قبل سفرهم، فمع دخول شهر ذي الحجة تنصب “المدرهة”، وهي أرجوحة كبيرة مصنوعة من الأشجار ومثبتة بالحبال، ويبدأ الأهل والأصدقاء بالتأرجح عليها، اعتقادًا منهم أنهم يدفعون أخطار الطريق عن الحاج.
حنون الحجاج.. طقوس الحج المصرية في الأغاني الشعبية
الشيماء أحمد فاروق (شروق نيوز، 20/6/2023)
أيام قليلة ويبدأ الحجاج أداء مناسكهم، حيث يسافرون من كل بقاع الأرض إلى الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، ويتسابقون لأداء تلك الفريضة العظيمة وسط أجواء البهجة والسعادة التي تسود بين الحجاج الذين أكرمهم المولى -عز وجل- بأداء مناسك الحج، وبين ذويهم وأحبابهم.
ورغم أن الحج ليس على الأراضي المصرية، لكن المصريين لهم طقوس وحكايات تاريخية مع هذا الموسم، وفي هذه السطور سنروي عن فلكلور الحج في الأغنية الشعبية المصرية.
قدم الدكتور محمد رجب النجار، دراسة وافية في الفلكلور المصري ومظاهره المتمثلة في الأغنية الشعبية المصرية، في كتابه "فولكلور الحج: الأغنية الشعبية نموذجا"، الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وكتب خيري شلبي، في مقدمته للكتاب: "في الواقع أننا نحن أبناء الريف المصري في الدلتا أو في الجنوب ندرك جيدا كيف أن هذه الأغنية الشعبية أغنية الحج متأصلة في التراث الموسيقي الديني عندنا، إن طفولتنا حفلة بعشرات الأغنيات الجميلة عن الحج وداع الذاهبين وفي استقبال العائدين، والتغزل في القطار الذاهب والبواخر المسافر إلى قبر الرسول.