الخميس 26 يونيو 2025 - قراءة في رواية "صلاة القلق" الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية 2025
صلاة القلق.. رواية اللسان المقطوع
محمد زروق (عمان،17/6/25)
كنتُ قلقًا وأنا أهمّ بقراءة صلاة القلق للروائي محمد سمير ندا؛ بسببٍ من كبر حجمها أوّلا، وبسببٍ من فوْزها بجائزة البوكر العربيّة التي لا أثق كثيرًا في مُخرجاتها، وبسببٍ من العنوان الشعريّ الذي قد يُخفي عطالة سرديّة. ولكنّ أغلب ظنوني قد تبدّدت وتهاوت وأنا أشرع في قراءة رواية لها ماءٌ وسمتٌ، وفيها اجتهادٌ وقلقٌ. روايةٌ اختار صاحبُها أن يبنيها على كسْرِ ما يُمكن أن يتأتّى من أحاديّة النسق السرديّ، فيُفصِّل الأصوات الراوية، ويُنجِّم المناظير والمنظور واحدٌ، عددٌ هم الراؤون الحاكون، والمحكيّ وتدٌ جامعٌ، بسيطة هي الحكاية في أصْلها، غير أنّ أوراقها تتفتّح عبر مراحل. صلاة القلق روايةٌ دافعةٌ للتفكُّر، باعثة على التركيز والنظر، عمل فيها صاحبها على المخاتلة وهجْر النفس السردي الواحد؛ فقد بُنيت على مصادر للرواية متنوّعة، إذ لا يستبدُّ الراوي بالرواية، وإنّما يأخذ منها قسْطًا ويعهد إلى شخصيّاته بأقساطٍ، لنُدرك من بعد ذلك أنّ أصوات الشخصيّات هي من تأليف شخصيّةٍ واحدة
"صلاة القلق:" تعدّد الأصوات في مواجهة زمن الصوت الواحد
شهيرة لاشين (ضفة العربي،16/6/25)
في زمنٍ غلب فيه الصوت الواحد على ما سواه، وصارت الحقيقة تُروى من منصةٍ واحدة، بلغة واحدة، ونبرة واحدة؛ تأتي رواية "صلاة القلق" للروائي محمد سمير ندا (منشورات ميسكلياني، تونس، 2024م)، وهي الفائزة بجائزة البوكر العربية لعام 2025، لتقترح سردًا مختلفًا لا يبحث عن الحقيقة، بل عن تعدُّدها. في هذه الراوية، لا يتحدث راوٍ عليم بسلطة مطلقة، بل تتوزع السلطة السردية بين أصوات كثيرة، تمثل وجوهًا متعددة لواقع مشوش ومغلق، قائم على الإيهام والخوف والذاكرة المبتورة. الراوي الذي فقد لسانه لا يصمت، بل يُفسح المجال لألسنة أخرى تتكلم، لتبني سردًا جماعيًا لا ينشد التماسك بقدر ما يحتفي بالتعدد والتنافر.
صلاة القلق" ببيت السناري: محاولة لكتابة تاريخ لم يُكتب بعد
آية السمالوسي (الترا صوت،19/6/25)
ظّم بيت السناري، التابع لمكتبة الإسكندرية بحي السيدة زينب، مساء أمس الثلاثاء 17 حزيران/يونيو 2025، ندوة لمناقشة رواية "صلاة القلق" للكاتب محمد سمير ندا، والتي حازت الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لهذا العام. أدارت الندوة الكاتبة هند جعفر، وشارك في النقاش كلّ من: الدكتور خيري دومة، أستاذ الأدب العربي الحديث، والدكتورة شيرين أبو النجا، أستاذة الأدب الإنجليزي.
استهل الدكتور خيري دومة المناقشة بقوله: "إن الرواية التي بين أيدينا اليوم مرت بمراحلٍ متعددة، بدأت أولًا كفكرة تجسدت في صورة قصيدة عامية بعنوان "يوم مشهود"، ثم تحوّلت لاحقًا إلى نوفيللا (رواية قصيرة) كتبها المؤلف حول الفكرة نفسها، قبل أن تتطور إلى الشكل الروائي الذي نراه الآن.
صلاة القلق لمحمد سمير ندا: لعبة سردية ما بعد حداثية تفتح أبواب الجدل
حمدي العطار (الزمان،17/6/25)
في عالم الأدب الذي لا يتوقف عن إبهارنا بتجديده وجرأته، تطل رواية "صلاة القلق" للروائي المصري "محمد سمير ندا" كعمل استثنائي حصل على جائزة البوكر لعام 2025، ليضع كاتبه في مصاف الأدباء العالميين الذين يغامرون بتجريب أشكال سردية غير تقليدية. الصادرة عن دار "ميسكياني" التونسية عام 2024، تقدم الرواية بمزيجها من الواقعية المريرة والفانتازيا المظلمة، رحلةً عميقة داخل أعماق قرية مصرية تحمل أسرارا مروعة تحت عباءة التاريخ والسياسة. فكيف استطاع الكاتب أن يحول "نجع المناسي" إلى مسرح لأحداث غريبة تتراوح بين الواقعي والماورائي؟ وما الذي يجعل هذه الرواية جديرة بالمنافسة على أرفع الجوائز الأدبية؟
*الألعاب السردية: من الواقعية إلى ما بعد الحداثة
صلاة القلق... لعبة التاريخ وسرديّة التيه في دروب المدن الضائعة
فاطمة علي (حفريات،02/6/25)
نحن أمام نص من النصوص الكبيرة، سرديّة عميقة وغنية ومستغلقة إلى حد بعيد، فهي أوّلًا ليست للقارئ العادي ولا المبتدئ، ولا تبوح بكل ما تحمل من القراءة الأولى، ولا تفك ألغازها عند كل القرّاء بالتفاسير نفسها، كُلٌ يأتيها حسب سِعته وعمقه وفهمه وتأويله، تأتي مضامينها على مهل، وعلى القارئ أن يتعامل معها بتروٍّ، فيغلق النص حين يتوجب عليه أن يهضم معنًى كبيرًا، أو اكتشافا مفاجئًا، وأن يترك عقله يمرح في فضاء الاحتمالات المتروك، ولا بدّ أن يتسرب شيء غير قليل من القلق لنفسية القارئ، فقد خلق الكاتب مجتمعًا محاصرًا ومعزولًا وبعيدًا اسمه "نجع المناسي"، في صعيد مصر، كلّ من يتحرك فيه أشباح قلقة، طحنت الحرب أجسادهم وآمالهم وبنيهم، وغيَّم الخوف على مُستقبلهم.
محمد سمير ندا: القلق مكون رئيس في تشكيل الهوية العربية.. وشعرت بالانتصار بعد الفوز بالبوكر
مي فهمي (الشروق،13/6/25)
محمد سمير ندا كاتب روائى حصل مؤخرا على الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر عام 2025 عن روايته «صلاة القلق» الصادرة سنة 2024 عن دار مسكيليانى، وهى العمل الروائى الثالث لمحمد سمير ندا بعد عملين صدر أولهما سنة 2016 تحت عنوان «مملكة مليكة» والثانى سنة 2021 بعنوان «بوح الجدران».
صلاة القلق.. بوليفونية الصوت الواحد
ثائر العذاري (الصباح،01/6/25)
تبدو رواية "صلاة القلق" للكاتب محمد سمير ندا، الفائز بجائزة البوكر لعام 2025، نسيجًا سرديًا فريدًا يجمع بين تعدد الأصوات ووحدة النبرة اللغويّة، مقدمةً تجربة قرائيّة تتكشف أسرارها تدريجيًا مع صفحات العمل. تتميز الرواية بلغة عربيّة فصيحة وجذابة تصف بعمق تحولات النفوس والمكان في ظل واقع مضطرب، وهو ما يثير تساؤل القارئ حول كيفية تشابه هذه اللغة رغم اختلاف الخلفيات الثقافية والنفسية للشخصيات التي تبدو في البداية كأنّها تروي حكاياتها بنفسها. لكن مع تقدم السرد، ينكشف أن هذه الأصوات ليست سوى انعكاسات وتدوينات لشخصية محوريّة، حكيم الصبي مقطوع اللسان، الذي يسجل انطباعاته عن أهل قريته لطبيبه المعالج، مما يفسّر التوافق اللغوي والأسلوبي اللافت ويضيف طبقة عميقة من التأويل على النص بأكمله.
L'écrivain Mohamed Samir Nasda. Wikipedia, CC BY-SA 4.0.