الثلاثاء 23 يناير 2024 - الشاعر محمد الغزي مجدد القصيدة التونسية
محمد الغزي شاعر البوح الصوفي وحليف الأنهار والجبال
عبد الإله الصالحي (مونت كارلو الدولية، 22/1/2024) بودكاست
نخصص حلقة هذا الأسبوع للشاعر التونسي محمد الغزي الذي وافته المنية مؤخرا عن سن تناهز الرابعة والسبعين عاما مخلفا وراء منجزا شعريا ونقديا لافتا كرسه كواحد من أهم الشعراء التونسيين المعاصرين.
رحيله خلف الكثير من الحزن والأسى في أوساط الكتاب والشعراء التونسيين والعرب. ولعل أجمل شهادة هي التي كتبها صديقه الكاتب التونسي حسونة المصباحي... وجاء فيها " في آخر نقاش مع الغزي قال لي " الشاعر الحقيقي يصنع حداثته بنفسه" وأظن أنه عبر بهذه الكلمات القليلة عن فلسفته الشعرية. وقد قرأ محمد الغزي بعمق الشعر العربي القديم والحديث. كما أنه يمتلك اطلاعا واسعا على الشعر العالمي ومع ذلك ظل محتفظا بصوته الخاص وبغنائية عذبة لا يضاهيه فيه أحد من الشعراء التونسيين المعاصرين. وقصائده تشبه موسيقى الغرفة إذ أنه يتجنب فيها النبرة العالية لتكون شبيهة بالهمسات الرقيقة. فلا صراخ ولا ضجيج ولا بلاغة مفتعلة ولا تصنع... إنها قصائد كأنها خرير مياه في الأعماق"
محمد الغزي شاعر القيروان ومجدد القصيدة التونسية
عبد الرحيم الخصار (اندبندنت عربية، 19/1/2024)
"لا شواهدَ للغرباءْ/ لا زهُورَ لكلّ الذينَ قضَوْا في الطريق/ مقابرَ باتتْ مياهُ البحارِ/ وباتتْ توابيتَ هذي القواربُ". كانت هذه الكلمات من ضمن التدوينات الفيسبوكية الأخيرة للشاعر محمد الغزي الذي فجع الوسط الثقافي التونسي والعربي برحيله المفاجئ مساء أمس، عن عمر ناهز 75سنة.
في الفترة الأخيرة كتب الغزي مراراً عن الوحدة والموت والغياب، بالرغم من أنه كان يعيش الحياة بكامل بهجتها وبابتسامته المعهودة، كأنما كانت تلك النصوص استشعاراً للحظة قادمة، يتوقف فيها قلب الشاعر، ويتوقف معه نبض كلماته.
رحيل محمد الغُزّي.. كثيرٌ هذا القليل الذي أخذت
(العربي الجديد، 20/1/2024)
من المُفارقات أنّ رحيل الشاعر والأكاديمي التونسي محمد الغُزّي عن عالمنا مساء الخميس الماضي، جاء في ذات اليوم الذي أَعلن فيه، عبر حسابه على فيسبوك، عن إصدار ديوانه الجديد "الجبال أجدادي.. الأنهار إخوتي". بل إنّ بعضاً من أشعاره، التي كتبها أواخر العام المنصرم، كانت تحمل، بالفعل، صبغة الوداع هذه: "حين يمضي العام القديم/ ثمّة أشياء كثيرةٌ تحزمُ أمتعتَها، وتمْضي ورَاءَهُ/ ثمّة غاباتٌ تترك حقائبنا وتمْضي/ ثمّة جبالٌ تتركُ دفاترنا وتمضي/ ثمةَ أنهارٌ/ ونجومٌ وينابيعُ، ثمة قلاعٌ وحصونٌ/ وحكايات شتّى/ كلّها تفردُ جناحيْها/ وتمْضي خلفَهُ/ تاركةً وراءها حُزناً رهيفاً كالضّبابِ/ وشفيفاً كرذاذِ الخَريف...".
تونس تودّع محمد الغزي شاعر الصوفية والطفولة
حسن سلمان (القدس العربي، 20/1/2024)
ودّعت تونس شاعرها الكبير محمد الغزي والذي يعتبر من أبرز رواد الحداثة الشعرية في البلاد، ويلقبه البعض بشاعر الصوفية والطفولة.
وأكدت وزارة الثقافة أن الغزي “ساهم في إثراء الساحة الأدبية والفكرية طيلة عقود من الزمن حيث تميّز بشعره ذي الصبغة الصوفية والثري بالصور المستمدة من عالم الطفولة، فأصدر العديد من الكتب الشعرية على غرار “كتاب الماء، كتاب الجمر” (1982)، و”ما أكثر ما أعطى، ما أقل ما أخذت” (1991)، و”كثير هذا القليل الذي أخذت” (1999)، و”سليل الماء” (2004)، و”استجب إن دعتك الجبال” (2015)”.
وأضافت في بيان على موقع فيسبوك “سعى الفقيد طيلة مسيرته الأدبية في وضع صوره الشعرية لكتابة القصص القصيرة الموجهة للأطفال، فأصدر “صوتُ القصَبةِ الحزين” و”كان الربيع فتىً وسيماً”، و”علّمني الغناء أيّها الصّرّار”، و”الأرض وقوس قزح”، و”رسالة إلى الشتاء”، التي فازت بجائزة “أفضل كتاب تونسي للطفل” من معرض صفاقس لكتاب الطفل عام 2013″.
قامات مضيئة عبر "أثير" رحيل أهم شعراء تونس والعرب الدكتور محمد الغزي
محمد الهادي الجزيري( أثير، 19/1/2024)
البارحة في أوّل المساء، باغتني خبر قاتل ومفاجئ على صفحات الفيسبوك مفاده بأنّ الشاعر الرهيف المبدع ابن القيروان محمد الغزي لبّى دعوة خالقه، وجاء الإعلان عن وفاته بعد ساعات قليلة من إعلانه في صفحته الرسمية عن قرب صدور ديوانه الجديد الذي يحمل عنوان “الجبال أجدادي.
. الأنهار إخوتي”.
وظلّ الصمت مسبل عليّ وها إنّي أحاول أن أعطيه حقّه وأن أردّ القليل القليل من حسناته تجاه المشهد التونسي والعربي، قضّى حياته للشعر وبالشعر وأخلص له كما لم يخلص إنسان، ولكن الموت خاتمة كلّ حي، جاءه فجأة، لكنه لم يباغته بالمرّة، إذ أنّه القائل:
“إذنْ ما الذي سوف يغْنَمُهُ موتُنا بعد حفْلِ الحياةِ الجميلْ..
فها هي أرواحُنا أكلتْ كلَّ أجسادنا ولم تُبْقِ للموت ان جاءَنا
غيرَ هذا القليلْ..؟”
وفاة الشاعر والناقد التونسي محمد الغزي
(إلترا صوت، 18/1/2024)
فارق الشاعر والناقد التونسي، الدكتور محمد الغزي، الحياة، بعد أن وافاه الأجل الخميس 18 جانفي/يناير 2024، وقد نعته عدة هياكل وشخصيات عامة ووطنية.
حياة محمد الغزي وتكوينه:
ولد الفقيد محمد الغزي في 24 فيفري/ شباط 1949 بولاية القيروان أين زاول تعليمه الابتدائي والثانوي، فيما تحصّل على الأستاذية في الأدب العربي سنة 1973، وشهادة التعمّق في البحث، تخصّص النقد الأدبي، وهي شهادة تعادل الدكتوراه المرحلة الثالثة في سبتمبر/أيلول سنة 1989، كما تحصّل على شهادة التأهيل الجامعي (تعادل دكتوراه دولة) سنة 2008، وفق وزارة الثقافة التونسية