الثلاثاء 21 فبراير - في ذكرى وفاة الشاعر اللبناني أنسي الحاج
أنسي الحاج.. السَّماءُ مَلأى بالأبواب
(الترا صوت، 21/2/2023)
تم إطلاق الأعمال الكاملة للشاعر اللبناني أنسي الحاج الصادرة حديثًا عن منشورات المتوسط ضمن فعاليات مهرجان بيروت للأفلام الفنية، وذلك في أمسية حملت عنوان "قولوا هذا موعدي".
هنا مختارات من الأعمال الشعرية التي ضمت ستّ مجموعات هي: "لن" 1960، "الرأس المقطوع" 1963، "ماضي الأيام الآتية" 1965، "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة" 1970، "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع" 1975، "الوليمة" 1994
1- لَنْ
ليس في جواريَ مَرْكبٌ لأخشى الإنقاذ. السَّماءُ مَلأى بالأبوابِ، تُقفَلُ على الأبوابِ، وجدارُ الصَّحراءِ ابتلعَ ظلَّه. لا أفهمُ هذه القسوةَ عليَّ، أنظرُ كُلَّ اتِّجاه، فلا أرى غيرَ وَحْدَتي مُتكرِّهةً من أطوارِها، أنظرُ حولي، فلا أرى غير عَيْنَيّ؛ أتردَّد، أعقفُ عينَيَّ إلى داخلي، فأرى، وحدَهما، عَيْنَيْكِ.
أنسي الحاج: تحوّلات شعرية وتمرّد وصعود إلى القمر
(نداء الوطن، 18/2/2023)
مسيرة أنسي الحاج هي مسيرة الحريّة، تلك التي انطلقت من المخاوف الشخصيّة إلى الأسئلة الكبرى. بذلك انتصر الشّعر بشعره، وعاد الشاعر معه إلى دوره الأصلي الفعّال في استخدام اللغة وسيلة لتحرير الإنسان وتغيير العالم".
بهذه الكلمات يصف الشاعر والكاتب فوزي يمّين التجربة الشعرية لأنسي الحاج (27 تموز 1937- 18 شباط 2014).
تجاوز "وقع" شعر أنسي الحاج، إضافة إلى كتابته النثرية والصحافية، على يمّين وكثيرين من أجيال الشعراء والأدباء والمثقفين ما بعد مجلة "شعر" (1957- 1970) والديوان الأول لأنسي الحاج، "لن" (1960)، التاثير في النص إلى التأثير في الأشخاص والنظرة إلى الشعر والنثر والكتابة واللغة، وإلى الشاعر والأديب، وإلى الحياة والوجود والله
صدور الجزء الأول من الأعمال الكاملة لـ أنسي الحاج.. رائد ثورة "لن"
(الترا صوت، 19/2/2023)
صدر عن منشورات المتوسط المجلد الأول من الأعمال الكاملة للشاعر اللبناني الكبير أنسي الحاج (2014 - 1937) صاحب ديوان "لن"، وهو ديوانه الأول الصادر عام 1960، والذي كان بمثابة الصرخة الشِّعْرِيَّة الأولى التي أعلنت ولادة قصيدة جديدة، لم يعهدها الشِّعْر العربي من قبل، لا في مضمونها ولا في لغتها وشكلها.
وإن بدت مقدِّمة "لن" منذ تلك اللحظة، بمثابة "البيان" الأوَّل لقصيدة النَّثْر العربية في مفهومها النقدي والتِّقْنِيِّ والجمالي، فإن فرادة "لن" لم تكمن فقط في كونه الخطوة الأولى التي رسَّخت قصيدة النَّثْر العربية، في ما تعني هذه القصيدة من معايير شِعْرِيَّة ولغوية، في منأى عن الشِّعْر المنثور وحتَّى الشِّعْر الحرِّ المتحرِّر من الوزن والقافية، بل تجلَّت أيضًا في الصدمة التي أحدثها هذا الديوان في الشِّعْر العربي، خالقًا جمالية جديدة، هي جمالية الهدم والهتك واللعنة والاحتجاج التي ترمز إليها مفردة "لن".
الشعر يجمعنا.. "كل قصيدة" لـ أنسي الحاج في ذكرى وفاته
حسن مختار (البوابة، 18/2/2023)
ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددًا ودائما كما النهر.
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
اليوم تنشر قصيدة بعنوان "كل قصيدة، كل حب" للشاعر اللبناني أنسى الحاج، وذلك تزامنا مع ذكرى وفاته، التي تحل اليوم السبت 18 فبراير 2023.
إلى أنسي في ذكراه...المقاتل أيضاً استمع لفيروز في دشمته
محمد حجيري (المدن، 14/2/2023)
تابعتُ مقاطع من فيلم "سنوات الضوء"، ومقابلة مع الشاعر الراحل أنسي الحاج (1937 - 18 فبراير/شباط 2014)، منشورة في "يوتيوب" ووسائل التواصل الاجتماعي. بعض مما قاله شاعر "لن" و"ماضي الأيام الآتية"، يستدعي التأمل والاستدراك، بغض النظر عن كلامه عن فيروز ولبنانها وشاعرية صوتها وكونها تجسّد مع عاصي ومنصور "واقعاً ما" للبنان الواقع، أو تطرّقه إلى مجلة "شعر" وشعرائها ونقاشاتها وخمائسها الديموقراطية، أو حديثه عن جريدة "النهار" وتعدّديتها وأطرها وأصحابها، أو حنينه إلى شارع الحمرا ومنطقة رأس بيروت ومقاهيهما (الهورس شو، والدولتشي فيتا) التي كانت تستقبل السياسيين والشعراء والكتّاب وثقافة الاعتراض... فما قاله في هذا المجال متوقّع ومألوف ومستعاد، قرأناه في خواتمه وكتبه.
ما لفتني أنه تحدّث في أمور معقّدة، بشيء من البراءة و"الإيمان"، وتحديداً قوله "لم يكن يعجبنا لبنان"، بقينا نشدّ به حتى "فقع بين يدينا"، ولأنه كان يريد "لبنان الحلم" و"المبالغة في الحلم كابوس"، كما يقول. وهنا يبدو كأنه يمارس نوعاً من جَلد الذات، يتحمّل مسوؤلية "خطايا لم يرتكبها". وهو كشاعر غاضب، تحدّث عن الكتابات التي "خرقت سقف الحرية" في الستينيات، وذكر في هذا السياق كتاباته عن رئيس الجمهورية، شارل حلو من أجل أن "يفش خلقه"، وكيف كان يكتب عنه ويُعلي السقف من دون أن يعترضه أحد، ولم يُطلَق عليه الرصاص... بالطبع يأتي كلامه مقارنة مع لبنان في السنوات الأخيرة.