الاثنين 16 سبتمبر 2024- رحيل الكاتب اللبناني إلياس خوري
إلياس خوري يترجل… وداعا صاحب الكلمة الحرة
(القدس العربي، 16/9/2024)
رحل صباح أمس الأحد الكاتب والناقد اللبناني إلياس خوري (12 يوليو/تموز 1948 ــ 15 سبتمبر/أيلول 2024) ويُعد الكاتب الراحل أحد أهم كُتاب جريدة «القدس العربي» من خلال عموده الأسبوعي (هواء طلق). جاءت مواقف الرجل عبر كتاباته المتنوعة، من أدب ومقالات ومسرح وأعمال نقدية حكاية واحدة طويلة دارت حول أنسنة القضايا الكبرى، على رأسها القضية الفلسطينية، وكذا قضية الديمقراطية والحرية في العالم العربي، وهو ما تجلى واضحاً في موقفه من الربيع العربي.
هنا لمحة موجزة وإشارات لهذه المواقف والآراء من كتابات وحوارات الكاتب الراحل..
وداعاً إلياس خوري.. الرحلة لم تنته والوجع لم يتوقّف
أمير داود (العربي الجديد، 16/9/2024)
تظلُّ جملةُ إلياس خوري (1948 - 2024)، الذي رحل عن عالمنا أمس في بيروت: "أنا أخاف تاريخاً لا يملك سوى رواية واحدة. التاريخ له عشرات الروايات المختلفة، أمّا حين يجمد في رواية واحدة، فإنّه لا يقود إلّا إلى الموت"، شديدةَ الدلالة للتعريف بسيرة الروائي والقاصّ والناقد والصحافي اللبناني التي لم تتوقّف عن كونها سيرةً أدبية وإنسانية زاخرة بالتجريب والتحديث الروائي والقصصي والنقدي، بل إنّها تُظهر حالةَ الانهماك في البحث عن معنى التاريخ والحدث، ودلالةُ كلّ منها ماثلةٌ بوضوح في أكثر أعماله الأدبية.
إلياس خوري: دينامو بيروت
محمد حجيري (المدن، 16/9/2024)
لستُ ضليعاً في المراثي، ولا في تذكار الصداقات والمعارف الشخصية. لكن ربّما يكون الروائي إلياس خوري، أحد أبرز مَن قرأتهم في بداياتي أو مراهقتي المتشعبة والساذجة، يوم كان بيتنا يخلو من الكتب الأدبية والشعرية ويزخر بالمجلات والمنشورات الحزبية. قرأت قصته "رائحة الصابون" في مجلة "الطريق" اليسارية. جزء من القراءة العفوية، كان نوعاً من البصبصة، كانت الكلمات تصنع الرغبة وتتفوّق على الاستعارات والحكايا. أقرأ الكلمات وأعيش في المشهد في الواقع. لم تكن قراءة، بل كانت بحثاً عن أحاسيس ضائعة أو مخنوقة وواهنة. في المقابل، قرأتُ قصة "أجمل رجل غريق في العالم" لغابرييل غارسيا ماركيز في الجريدة الحزبية، فكانت الدهشة العجائبية التي لم تصمْد طويلاً.
إلياس خوري: فلسطين تاريخٌ يُصنع الآن
محمود منير(العربي الجديد، 16/9/2024)
في كتابه "النكبة المستمرّة" (دار الآداب، 2023)، يستذكر الروائي اللبناني إلياس خوري، الذي رحل أمس الأحد، مجزرة صبرا وشاتيلا؛ حيث ذهب إلى المخيّم في 16 أيلول/ سبتمبر 1983 لإحياء الذكرى السنوية الأُولى لضحايا المجزرة، حين اعتقد أنّه يرى مناماً لما شاهد نساء متّشحات بالسواد وهنّ يلوحّن بالأعلام الفلسطينية ويزغردن.
مشهدٌ أصابه بالدهشة والعجز عن الفهم، فأتاه جواب إحداهن: "انتصرنا"، ثم أضافت: "صار عندنا مقبرة لأولادنا، أخيراً انتصرنا"، وقادته النسوة إلى أرض فارغة وخالية من أيّ إشارة تدلّ على هويتها، وهي المقبرة الجماعية التي دُفن فيها 1500 ضحيّة في "صبرا وشاتيلا". "الانتصار" مفردةٌ سينتظر المثقّف والكاتب؛ فلسطيني الروح والانتماء - كما كان يصف نفسه - تسعة أعوام حتى يفهم دلالاتها.