الخميس 16 نوفمبر 2023 - طرابلس اللبنانية عاصمة للثقافة العربيّة للعام 2024
طرابلس اللبنانية تستعد بغناها التاريخي للقب "عاصمة الثقافة العربية
بشير مصطفى (اندبندنت عربية، 15/2/2024)
يقول التاريخ إنه قبل قرابة ثلاثة آلاف عام أسس الفينيقيون التجار المهرة، مدينة ثلاثية الأجنحة والأحياء على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، لتعرف لاحقاً بـ"تريبوليس" اللبنانية، مشكلة منصة لإشعاعهم الحضاري في العالم القديم.
مضت الأزمان، وتعاقبت الشعوب، وتحولت تلك المدينة المشاطئة إلى مساحة للتفاعل الكوني، اجتمعت فيها أمم مختلفة وأقوام، تظهر جذورهم في نسبة أسمائهم إلى أمصار بعيدة، تصارعت حيناً، وتآلفت أحياناً، إلى أن صنعت منها "مدينة عابرة للمتوسط" بأبعادها المحلية، والعربية، والإسلامية.
مدينة طرابلس عاصمة للثقافة العربية... والبؤس اللبناني
سوسن الأبطح (الشرق الأوسط، 8/2/2024)
يشكو كبار مدينة طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني، من التردي الكبير في أوضاع المدينة التي تحتفل بتتويجها «عاصمةً للثقافة العربية» بعد أن باتت على هامش التطور، بل تعاني تأخراً على جميع المستويات، بعد أن كانت رائدة في التطور المدني في لبنان.
ويقول ابن المدينة، توفيق سلطان، إن «المدارس الخاصة كلها صارت خارج طرابلس. كلية التربية والتعليم بمبناها التراثي مغلقة. مسرح الإنجا العريق الذي يتسع لـ800 كرسي هُدم. يوجد في لبنان 22 متحفاً وليس في طرابلس متحف. كان ثمة مكتبه قضوا عليها. لا توجد بلدة حولنا بلا فندق باستثناء طرابلس. قرب بيتي مدرسة فندقية مغلقة، هي أوتيل ومطبخ لم يُستخدم بعد، كلّف 800 ألف دولار، لماذا لا يتم تلزيمه؟».
طرابلس عاصمة الثقافة العربيّة 2024: فرصة تهدّدها التنفيعات والإهمال
سامر زريق (يمن فيوتشر، 5/2/2024)
هل يعرف اللبنانيون والطرابلسيون أنّ عاصمة الشمال طرابلس هي "عاصمة الثقافة العربية 2024"، منذ 20 يوماً؟
الأرجح أنّ قليلين جدّاً من يعرفون. وهذا بداية التقصير.
لنعد إلى أصل الحكاية.
في أيار 2015، قرّرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو"، التابعة لجامعة الدول العربية، اختيار مدينة طرابلس اللبنانية "عاصمة الثقافة العربية 2021". وبسبب الظروف الأمنية والصحية (انفجار مرفأ بيروت، وباء كورونا)، وافقت "ألكسو" على طلب لبنان تأجيل الحدث إلى عام 2023، ثمّ إلى العام الحالي 2024.
وحين تكون مدينة "عاصمة ثقافية" لا يحدّ هذه التسمية تاريخ، إذ يبدأ العمل والإنتاج من 1 كانون الثاني، أوّل أيام العام، ولا ينتهي حتّى 31 كانون الأوّل، آخر أيّام العام.
هذا الحدث يشكّل فرصة ثمينة لإبراز ما تختزنه طرابلس من إرث ثقافي وحضاري، عبر أنشطة وفعّاليات تقام على مدار السنة، يدعى إليها شخصيات عربية وغير عربية. فأين أصبحت هذه الاستعدادات؟ ومتى تنطلق عجلة هذه الأنشطة والفعّاليات؟
طرابلس عاصمة الثقافة العربية: كي لا تضيع الفُرصة..
(السفير العربي، 2/2/2024)
يكمل الزائر جولته في أسواق طرابلس والخانات والجوامع والكنائس والأحياء والقلاع، ليتضاعف لديه الشعور بانها مدينة جميلة جداً ومتروكة جداً. ويتمنى تبديل الحال ويكاد لا يصدق كيف تُهمَل جوهرة ساحلية مشبعة بالتاريخ عند كل زاوية وفي كل شارع، وتُلقى بهذا الشكل الفجّ الذي يصل مرتبة الإجرام، كأنه قتل عمد!
يعاين من يزور طرابلس في شمال لبنان حال المدينة ويفهم شيئاً من أحوالها على الفور. هذه مدينة جميلة جداً ومتروكة جداً. ولعل الزائرَ إذا مرّ على "معرض رشيد كرامي الدولي" يتيقّن: هذه مدينة للعمارة والثقافة والفنون، مدينة يليق بها الغنى، مدينة إمكانات واحتمالات لم تتحقق، وبالتالي مدينة للحسرة والـ"يا ليت". وليكمل الزائر جولته في الأسواق والخانات والجوامع والكنائس والأحياء والقلاع، ليتضاعف لديه ذلك الشعور ويتمنى تبديل الحال ويكاد لا يصدق كيف تُهمل جوهرة ساحلية مشبعة بالتاريخ عند كل زاوية وفي كل شارع، وتُلقى بهذا الشكل الفجّ الذي يصل مرتبة الإجرام، كأنه قتل عمد!