الاثنين 11 ديسمبر 2023 - نجيب محفوظ في ذكرى ميلاده
نجيب محفوظ.. رائد الرواية العربية الحقيقي في ذكرى مولده
خالد إسماعيل(الجزيرة، 11/12/2023)
في يوم 11 ديسمبر 1911، دخل "نجيب محفوظ " الدنيا، في حارة من حواري القاهرة، وبالتحديد في بيت التاجر" عبدالعزيز إبراهيم الباشا"، وهو من "البُحْيرة" ـ شمال غرب العاصمة المصرية ـ وتقع مناطق منها على فرع النيل الغربي "رشيد"، ومناطق على البحر المتوسط.
ولكن "نجيب " قاهري المولد والنشأة، ومنها استمدّ أدوات مشروعه الروائي، ذلك المشروع الخصب المترامي الأطراف، الذي استوعب قرنًا من الزمان من حياة "المدينة المصرية"، والمدينة هي " القاهرة" المتحكّمة في كل الأقاليم، و" الإسكندرية "، باعتبارها العاصمة الثانية.
ولم يقترب من "القرية "؛ لأنه لا يعرفها، والقرية الوحيدة التي ظهرت في رواياته – كانت في "القاهرة الجديدة "، التي اشتُهرت باسم القاهرة 30؛ بفضل الفيلم السينمائي المأخوذ عنها ـ هي "القناطر الخيرية" مسقط رأس "محجوب عبدالدايم " العدمي الانتهازي.
نجيب محفوظ كتب عن محاولة اغتياله قبل وقوعها
رشيد العناني (الشرق الأوسط، 10/12/2023)
كنت منهمكاً في قراءة مقالات نجيب محفوظ لباب «وجهة نظر» في صحيفة «الأهرام»، التي نُشرت في السنوات من 1989 إلى 1994، في صدد الإعداد لمقدمة أكتبها لكتاب يحوي ترجمة تلك المقالات إلى الإنجليزية. أذكر أنه اعترتني رجفة حين وصلت إلى المقالة المنشورة بتاريخ 12 أكتوبر (تشرين الأول) 1994. وكأني أعاصر من جديد العدّ التنازلي لطعنة الرقبة. بعد يومين من تلك المقالة ستأخذ السكين طريقها إلى العنق المستسلم في ود، تلك السكين التي لا بد أنها سخطت في تلك اللحظة على كونها جماداً لا يملك مقاومة اليد التي تُوجهها لذلك الفعل. لم يكن هناك عدّ تنازلي وقتها، فمحفوظ مثله مثلنا جميعاً لم يكن مطّلعاً على الغيب، لم يكن يعرف أنه بعد يومين من نشره مقالة بعنوان «صباح الخير أيها العالم»، ستجري محاولة لاغتياله بدافع من فتوى إرهابية تستند إلى الدين
رسائل من المثقفين في ذكرى ميلاده: عزيزي نجيب محفوظ
حسن عبد الموجود (عمان، 10/12/2023)
تمرُّ يوم 11 ديسمبر ذكرى ميلاد الكاتب المصري الحاصل على نوبل نجيب محفوظ، حيث وُلد في اليوم نفسه من عام 1911، يظل نجيب محفوظ واحدا من الكتَّاب الكبار الذين ألهموا أجيالا بعالمه وشخصياته.
استطاع أن يجسد هموم الإنسان المصري لكنه قدَّم أبطاله في قالب فني أكسب أدبه قيمة إنسانية رفيعة، فتأثر به الناس من كل مكان. هنا رسائل إلى الأستاذ من الكتَّاب والنقاد والمترجمين في عيد ميلاده:
منحتني حصانة ما
خليل صويلح روائي سوري يقول: "تمرُّ يوم 11 ديسمبر ذكري ميلاد الكاتب المصري الحاصل على نوبل نجيب محفوظ، حيث وُلد في نفس اليوم من عام 1911. يظل نجيب محفوظ واحداً من الكتَّاب الكبار الذين ألهموا أجيالاً بعالمه وشخصياته. استطاع أن يجسد هموم الإنسان المصري لكنه قدَّم أبطاله في قالب فني أكسب أدبه قيمة إنسانية رفيعة، فتأثر به الناس من كل مكان. هنا رسائل إلى الأستاذ من الكتَّاب والنقاد والمترجمين في عيد ميلاده.
لا أعلم كيف ربطتنا المصائر بجديلة واحدة، منذ أن اقتنيتُ روايتك «القاهرة 30» من مكتبة في مدينتي النائية، وصولا إلى تتويجي بجائزتك عن روايتي «ورَّاق الحب». لقد منحتني حصانة من نوع ما، وأنا أضع ميداليتك فوق أحد رفوف مكتبتي، لكنك في المقابل تثير رعبي كلما هممتُ بكتابة رواية جديدة. ما تعلمته منك أن أهدم عمارتك كي أبني عالمي الخاص، وسأغبطك على مكرك السردي في تدوين سيرتك الذاتية بذهابك إلى الصدى لا الصوت الداخلي. ما سأسعى لأن أفعله أن أكتب سيرتي يوما ما باللحم الحي لا المجاز والتورية.
هل محفوظ صنيعة سياسية؟! وهل كتب أدباً رديئاً؟
علي العميم (الشرق الأوسط، 10/12/2023)
في رصد لويس عوض لمسار الرواية المصرية ما بين منتصف الأربعينات الميلادية وسنواتها في ظل ثورة 23 يوليو (تموز) 1952، في محاضرته «التطور الثقافي في مصر منذ 1952»، قدَّم نجيب محفوظ على أنَّه صنيعة هذه الثورة!
يقول: «لقد قوبل بالترحاب من الجميع لأسباب مختلفة، أو ربما لأسباب واضحة. فالماركسيون ظنوا أنَّه اشتراكي، ورجال الثورة كانوا سعيدين أشدَّ السعادة به لأنَّه بطريقة ما شوّه ثورة 1919 في ثلاثيته، حيث نجد أوصافاً فاضحة جداً لثورة 1919، في الجزء الذي دعاه (بين القصرين)... على كل حال، فإنَّ بعض الناس ظنوا أن ذلك وصف رائع لثورة 1919، ولذا فإنهم أخذوا منذ سنة 1954، ينفخون في نجيب محفوظ، لقد اعترف به رسمياً سنة 1954».
ردَّ عليه مترجم محاضرته، محمد يوسف نجم، فقال: «لم يقل لويس عوض مثل هذا الكلام عن رواية (بين القصرين) في مقاله الذي نشر بالأهرام 27 أبريل 1962، بل تحدَّث عن الرواية باعتبارها تاريخ أسرة اختارها الكاتب لتكون محلَّ دراسته على طريقة الكتاب الطبيعيين، ولم يشر إلى علاقتها بثورة 1919 البتة. وقد وصفها بأنها عمل فني عظيم، وأن كاتبها بلغ درجة عالية من الصدق الفني. فما الذي غيّر رأي الأستاذ الناقد؟ أتراه اكتسب هذه الجرأة من جمهوره الأجنبي الذي كان يقهقه عالياً كلما سمع تعريضاً بكاتب عربي كبير أو بزعيم عربي كبير؟