الأربعاء 11 أكتوبر 2023- اغتصاب متطوعات حرب السودان
متطوعات حرب السودان من منقذات إلى ضحايا
منى عبد الفتاح (اندبندنت عربية، 10/10/2023)
تحتفظ الذاكرة التاريخية للمرأة السودانية بوقوفها ضد الحكومات الديكتاتورية خلال الانتفاضات والثورات المختلفة، كما استقطبتها بعض الحكومات، إما من خلال تنظيماتها السياسية أو العسكرية.
وفي عهد جعفر النميري خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كانت المرأة فاعلة في الاتحاد الاشتراكي، وفي عهد عمر البشير كانت جزءاً من الحكومة، وانخرطت نساء الاتجاه الإسلامي سياسياً وعسكرياً ضمن قوات الدفاع الشعبي التي حاربت إلى جانب النظام في الحرب الأهلية في الجنوب، ثم في إقليم دارفور.
أما في الفترة الانتقالية بعد سقوط نظام البشير فانخرطت المرأة ضمن مكونات المجتمع السوداني بعد انتفاضة ديسمبر (كانون الأول) 2018 في العمل الطوعي إلى جانب مشاركتها في الاحتجاجات، وامتد نشاطها إلى تقديم الطعام للمعتصمين في ميدان القيادة العامة للقوات المسلحة، ومعالجة الجرحى المصابين نتيجة للمطاردات الأمنية.
تمثل فترة الحرب السودانية المستمرة منذ الـ15 من أبريل (نيسان) الماضي، أكبر التحديات لكثير من الجمعيات النسوية التطوعية، والمتطوعات بشكل فردي، فقد لجأت كثير منهن مع الفارين من الحرب إلى دول الجوار، خصوصاً إلى مصر وتشاد في واحدة من أكبر الهجرات القسرية من السودان. وهذا الواقع عمل على تكثيف المخاوف الاجتماعية والصحية الحاسمة التي جعلت المنظمات الإنسانية مترددة للغاية في التعامل مع هذه الأحداث بسبب تعرض أفرادها للقتل ونهب مستودعاتها.
"اعتداءات جنسية واسعة".. سودانيات يتعلّمن الدفاع عن النفس بمعسكرات تدريب
إيمان كمال الدين (الجزيرة، 6/10/2023)
إثر تداعيات المعارك في السودان وانتهاكاتها التي انتقلت من بين زخات الرصاص على الأرض إلى أجساد النساء، لم تجد السودانية ملاذ وائل عمر خيارا سوى الانضمام إلى معسكر لتدريب المرأة بقرية الطلحة في محلية جنوب ولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم، وذلك لتعلم مهارات الدفاع عن النفس.
وتقول ملاذ للجزيرة نت "خرجت من الخرطوم بعد مرور 3 أشهر على الحرب، والتحقت بالمعسكر بسبب ما حدث للنساء هناك، نتعلم هنا حماية أنفسنا، والخياطة، والتدبير المنزلي، والإسعافات الأولية".
وبالتزامن مع إعلان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان الاستنفار واتهامه قوات الدعم السريع بارتكاب أشكال من العنف الجنسي، انطلقت مبادرات بعدد من ولايات السودان -مثل البحر الأحمر، ونهر النيل، والجزيرة- تركز على إنشاء معسكرات لتدريب النساء ودعم مراكز إيواء المتضررين من الاشتباكات الدائرة.
المتطوعات في الحرب.. الاغتصاب والتضيق والقتل جزاء الإحسان
إيمان كمال الدين (الجزيرة، 6/10/2023)
يزيد الخناق يوما تلو الآخر على المتطوعات في مجال العمل الإنساني بمناطق النزاع بالسودان للحد الذي تجاوز وقف أنشطة المتطوعات ليصل إلى التصفية الجسدية والاعتداء الجنسي.
و اغتالت مساء اليوم الثاني من أكتوبر، عناصر من قوات الدعم السريع بحي الجريف غرب بالخرطوم الناشطة الطوعية سهام حسن مصطفى وهي عضوة بغرفة طوارئ الجريف غرب و غرفة الاستجابة النسوية التي تعمل على تقديم الدعم للنساء المتضررات من الحرب.
وأطلقت القوة الرصاص على رأس وصدر سهام أثناء محاولتها حماية نفسها وأسرتها عند مداهمة منزلهم من قوة للدعم السريع كما تم اغتصاب سيدة أخرى في ذات الحي.
واتهم متطوعون في 28سبتمبر الماضي عناصر من قوات الدعم السريع باغتصاب عضوة في غرفة طوارئ الخرطوم بحري تحت تهديد السلاح أثناء عملها في حصر احتياجات المتضررين من النزاع العسكري بالمنطقة.
ورصدت العديد من الانتهاكات اثناء الحرب الدائرة منذ منتصف أبريل الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم الخاصة بالتضييق وكبت حرية الأنشطة مارستها السلطات الأمنية بحق المتطوعات في مناطق سيطرة الجيش السوداني في ولايات الجزيرة والقضارف ونهر النيل والنيل الأزرق.
نساء السودان… ضحية الاغتصاب والصراع على النفوذ
فاطمة بدري (دراج، 1/10/2023)
تؤكد الحرب القائمة في السودان أن المرأة السودانية هي الطرف الأكثر استهدافاً وتضرراً، وكأن طرفَي النزاع يستغلان أجواء الحرب لمعاقبة النساء على تحركهن في الشوارع من أجل التغيير، من أجل دولة لا تخضع لسلطة العسكر، ولنيل حقوقهن.
فبعد أكثر من أربعة أشهر من القتال، تم رصد عدد كبير من الاعتداءات الجنسية وحوادث اغتصاب ضد النساء، تركزت أساساً في دارفور والخرطوم. وعلى رغم أن الإيذاء الجنسي ليس سلاحاً جديداً في المعارك السودانية، إلا أن حرب نيسان/ أبريل المستمرة بين الجنرالين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي من أجل السيطرة على البلاد تسبب بمآس واعتداءات ممنهجة ضد النساء، حيث شهدت السودان موجة كبيرة ولافتة من اغتصاب النساء.
بدا استهداف النساء عبر انتهاكات تمارس عمداً بقصد إذلال السودانيات اللاتي كنا حاضرات ومؤثرات بقوة في مختلف التحركات الاحتجاجية المتطلعة الى التغيير.