الثلاثاء 10 يونيو 2025 - في رحيل الأديب التونسي حسونة المصباحي
في وداع الزهرة البريّة
آدم فتحي (العربي الجديد، 8/6/25)
ثمّة كتّاب يرحلون شخصاً ونصّاً. وثمّة كتّابٌ لا يبقى منهم غير النصّ، أمّا الشخص فيكاد لا يفتقده إلاّ أهله وأقاربه، من فرط ما كان في حياته باهتًا أملس. أمّا حسونة المصباحي فهو من طينة الكتّاب المتفرّدين النادرين الذين يَبقون نصّاً وشخصاً. يبقى الكثير من منجزه ويبقى مكانه شديد الفراغ من بعده. يبقى الكثير من أقاصيصه ورواياته، ولغته العجيبة التي استطاعت أن تجعل الحكّاء في خدمة الكاتب، ويبقى الكثير من ترجماته ويوميّاته ومقالاته وأدب الرحلة عنده، لكن أخباره أيضاً، وأخبار خصوماته، بكلّ ما فيها من أدب مُقَطَّرٍ من الأدب أحياناً، ومن قلّة الأدب في بعض الأحيان. أوّلاً لأنّ الأدب هكذا أو لا يكون. وثانيًا لأنّ الشخص في تجربة حسونة المصباحي جزءٌ من النص. ولأنّ شخصاً كهذا لم يكن يشوّش على نصّه، بل كان يجترح له نوعاً من الإعجاز: يصنع له أسطورةً ويزرعها على الأرض.
حسونة المصباحي.. الروائي الذي لم أستطع عليه صبرا
علي قاسم (العرب، 9/6/25)
حدث ذلك منذ ربع قرن، في أول يوم من أيام عيد الأضحى، وبعد ليلة أمضيتها على صوت ثغاء الخراف، كان ذلك في السابع من ديسمبر عام 2000. خرجت إلى شرفة الغرفة التي أقيم فيها بنزل الليدو في بلدة حلق الوادي، على أطراف العاصمة تونس، أرتجف من ريح باردة قادمة من البحر، أراقب الميناء والشاطئ الذي خلا تماما من البشر. سيطرت عليّ حالة من الكآبة والشعور بالوحدة زادت من حدتها أصوات الخراف التي أخافتها رائحة الدماء.
حسونة المصباحي الروائي المترحل تمرد على العالم
عبد الرحيم الخصار (اندبندنت عربية، 6/6/25)
تناول حسونة المصباحي في معظم أعماله تحولات الحياة العامة في تونس، وتوقف عند التوترات السياسية والاجتماعية التي شهدتها البلاد. انتقد المحاكمات السياسية والحيف الاجتماعي والاقتصادي الذي طاول فئة عريضة من الشعب، وكانت أعماله بمثابة قراءة للراهن التونسي وتأمل في الإرث الثقافي والاجتماعي لبلد عرف كثيراً من التقلبات، وانتقل من مناطق التحرر والانفتاح إلى سياقات مختلفة، بدت للكاتب الراحل أنها تعبير عن تقهقر فكري وحضاري.
رحيل حسونة المصباحي... كاتب الهامش الذي تحدى الأنماط الجاهزة
أشرف الحساني (مجلة المجلة، 5/6/25)
انطفأ قلب الكاتب والروائي التونسي حسونة المصباحي (1950 ـ 2025) ورحلت معه الكثير من الأحلام التي حملها معه سنوات طويلة في الغربة والاغتراب والمنفى، قبل أن يعود في السنوات الأخيرة، ليعيش في بلده تونس التي طالما أحب أرضها وعشق بحرها وأغنياتها وقصائدها. وقد نعاه كتاب وأصدقاء وقراء بوصفه واحدا من الأدباء العرب الحقيقيين الذين لم يغيروا وجوههم، وظل أمينا للكتابة والتخييل.
حسن طارق يرثي حسونة المصباحي .. الزهرة البرية في الأدب والحياة
حسن طارق(هسبريس، 6/6/25)
كأَنك كُنت تُرتب لهذه العودة بما يَليق من هُدوءٍ مُستحق بعد حياة صاخبةٍ كأنك كُنت تُشيد “زهرة البرية” لتُرافقك في المَوعد الصيفي لهذا المَساء. تجاه الأبدية الشاسعة. كأنك -وأنت المُنشغل دَوما بفِكرة العودة وبحكاياتها وأسئلتها وعُقَدها، وأنت المهُاجر، الطائر، الُمغترب، المُتوحد، اليتيم- تعثر في الأخير على جَوابٍ مُقنع لكل أوهام البحث المضني عن البدايات والأُصولُ ولكل وَجع الحنين الغامر وحُرقة المتَاهات التي يفتحها بحثنا الدائم عن عودة “سالمة” من قلق الهوية والوجود.
Hassuna Al-Misbahi. Wikipedia, CC BY-SA 3.0.