الاثنين 5 سبتمبر ـ تصاعد ظاهرة الهجرة التونسية وتداعياتها الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية
الهجرة التونسيّة وإخلاء المجال من سكانه
أحمد نظيف ( النهار العربي، 5/9/2022)
لم تعد الهجرة خياراً أقلياً في تونس. بات ذلك واضحاً منذ سنوات تحت وطأة الإحباط العام الما بعد ثوري. لكن الأمر تحوّل منذ أكثر من عام، إلى موجات هجرة جماعية، ليس هدفها الخروج من البلاد لتحسين أوضاع العيش، أو مجرد هجرة فرد من عائلة ممتدة كي ينقذها من تدهور أوضاعها، بل هجرة العائلة كلها، لا طمعاً في تحسين الوضع بل هرباً من الوضع كله.
في المقابل، لا تبدو الدولة قلقةً من الظاهرة، وإن كانت شديدة الانتباه لها. في إحدى محافظات الجنوب الشرقي، يقدر عدد المهاجرين الذين غادروا مدينة تطاوين نحو أوروبا، مروراً بتركيا وصريبا، منذ بداية العام نحو 12 ألف مهاجر، فيما تذهب المعطيات غير الرسمية إلى نحو 15 ألف مهاجر في مدينة بالكاد يصل عدد سكانها إلى مئة وخمسين ألف ساكن، حيث لم يعد فيها من الشباب في سن العمل إلا العدد القليل.
هجرة أم هروب من وطن؟
المهدي مبروك (العربي الجديد، 29/8/2022)
صورة السيدة التونسية التي غرقت، قبل أيام، هي وابنها، وهي التي لم تتجاوز عقدها الرابع، ما زالت تثير جدلاً حاداً في تونس في أوساط الرأي العام والنخب عموماً. كانت آخر صورة بعثت بها، وهي في عرض البحر، تحتضن ابنها وترسم بسمة عريضة وسط زرقة لا نهاية لها. ما رشح من معلومات عنها أنها خرّيجة جامعية. عانت سنوات طويلة من البطالة. قد تكون افتتحت روضة للأطفال، ثم سرعان ما أغلقتها تحت وطأة الديون. في هذا المناخ القاتم، تتوالى بيانات وزارة الداخلية التي تصدر فيها أرقام تتعلّق بالهجرة السرّية التي لم تعد كذلك منذ أكثر من عقد، لم تعد تعني الرأي العام. يتعلق بعضها بمن قبضت عليهم السلطات، ويتعلق بعض آخر بالعمليات المجهضة، سواء المنظمين أو المهاجرين، وأخرى تتعلق بالمفقودين والجثث التي يتم انتشالها. لا يكاد أسبوعٌ يمرّ من دون أن تسجل سواحل تونس أحداث غرق يذهب ضحيتها تونسيون أو أفارقة قادمون من جنوب الصحراء. سجلت الأشهر الأخيرة أرقاماً قياسية في عدد التونسيين الذين وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية، وقد يكون وصل إليها ما يناهز عشرين ألفاً خلال السنة المنقضية. يبدو أنهم تربّعوا على قائمة الجنسيات التي عبرت المتوسط.
أبطال في تونس يركبون قوارب الهجرة السرية نحو أوروبا
ليليا رمضان ( سكاي نيوز عربية، 4/9/2022)
عادت ظاهرة الهجرة السرية بحرا نحو أوروبا لتثير الجدل في تونس من جديد، وذلك بعد تزايد عدد المهاجرين التونسيين غير النظاميين إلى إيطاليا وفرنسا بالخصوص، واستمرار الرحلات السرية على متن قوارب غالبا ما انتهى مصيرها إلى الغرق أو الاختفاء.
ولم تعد رحلات الهجرة غير النظامية تستقطب الشبان العاطلين عن العمل واليائسين من تحسن أوضاعهم المعيشية في بلد يشهد أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، وإنما طالت حتى أبطالا رياضيين في كرة القدم وكرة اليد والملاكمة.
هجرة الشباب تهدد جنوب تونس
إيمان الحامدي (العربي الجديد، 22/8/2022)
حذّر الأستاذ والباحث في علم الاجتماع نجيب بوطالب من تأثير هجرة الشباب على المجتمعات المحلية المهددة باختلال التوازن الديمغرافي وفقدان اليد العاملة وارتفاع نسبة العنوسة بين الإناث، فضلاً عن تأثيرها على مدن الجنوب التونسي.
وأشارت الدراسة إلى بوادر تحوّلات اجتماعية عميقة تشهدها محافظة تطاوين، جنوبي تونس، بسبب موجات الهجرة لشباب المنطقة عبر تركيا ودول البلقان، وصولاً إلى العواصم الأوروبية.