الاثنين 19 ديسمبر - في يومها العالمي، اللغة العربية والتحديات
في يومها العالمي: هل العربية لغة كونية؟
إبراهيم مشارة (القدس العربي، 13/12/2022)
في 18 كانون الأول/ ديسمبر 1973 صدر قرار الجمعية العامة 3140 (د28 ) الذي نص على إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، واعتبر يوم الثامن عشر من ديسمبر يوما عالميا للغة العربية،هذه اللغة التي يتكلم بها أكثر من 400 مليون إنسان ليس فقط في العالم العربي، بل في تركيا وتشاد ومالي والسنغال وإريتريا وامتد تأثيرها إلى اللغات التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية، وحتى اللغات الأوروبية كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية، وكما هي لغة شعائرية فبها نزل القرآن الكريم وبها يُتَعبد الله في الصلوات، هي كذلك لغة شعائرية رئيسية لعدد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية، كما كتب بها الكثير من الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.
لغة الضاد في مواجهة تحديات العصر الحديث
محمد السيد اسماعيل (اندبندنت عربية، 18/12/2022)
تعد اللغة – أي لغة – الركيزة الأولى في بناء "الهوية" التي تقوم، إضافة إلى اللغة، على مجموعة التقاليد والعادات والرؤى والعلوم والآداب المتوارثة، من دون أن يكون ذلك – على أهميته – مسوغاً للعزلة والجمود وانعدام التفاعل مع مستجدات الحضارة الحديثة. وعليه، فإن حديثنا عن اللغة العربية لا يعني الوقوف – بدوالها ودلالاتها – عند مرحلة من مراحلها. فاللغة عامةً أشبه بالكائن الحي دائم التطور والنمو، وهي تستمد هذا التطور والتجدد من تطور الجماعات المتحدثة بها وتجدد معارفهم وحاجاتهم التاريخية، بخاصة أننا نعيش في عصر الابتكارات التكنولوجية المتسارعة وما يعرف بالثورة المعرفية الرابعة، مما يضاعف من التحديات التي تواجه اللغة العربية. فليس من المفيد دائماً التغني بأمجادها الماضية، بل ينبغي أن نسعى لتحقيق إنهاضها، إلى بناء مجتمع معرفي عربي يجمع بين الأصالة الهوياتية والمعاصرة المنفتحة على عالم المعارف والعلوم والآداب الحديثة.
إحياء الإنسان العربي لا ينفصل عن إحياء اللغة العربية
مشير باسل عون (اندبندنت عربية، 18/12/2022)
ليس للغة الإنسان أي مقام بمعزل عن كرامته الكيانية الأصلية. اللغة مرآة الروح الإنسانية المتجلية في رقي المسلك الإنساني الفردي والجماعي. ومن ثم، إذا أردنا أن نكرم اللغة العربية، كان علينا أن نكرم الإنسان في المجتمعات العربية. قد تتنوع سبل إكرام الإنسان العربي، غير أن إكرام اللغة العربية يخضع لشروط بنيوية يجدر بنا أن نستذكرها في يوم اللغة العربية العالمي.
يجمع علماء الفكر واللغة على أن اللغة ليست أداة للتعبير عن الفكر فحسب، بل اللغة هي القالب ومضمونها هو الفكر. اللغة والفكر أمر واحد، لا بل اللغة موطن الوجود ومنبت الفكر، أو قل "منزل الكينونة"، على حد تعبير الفيلسوف الألماني هايدغر (1889-1976). فالفكر الذي لا يتحول إلى كلام يظل كالسديم المتناثر الذي لا قوام له، والكلام الذي لا يدل على شيء إنما هو كلام الخواء واللغو والهذيان، وملتقى أصوات لا رجع لها ولا صدى. اللغة فلسفة بحد ذاتها، أو قل مقاربة مستقلة في فهم وقائع الوجود.
اليوم العالمي للغة العربية.. تحديات لسان العرب تحت شمس العولمة
(الجزيرة، 18/12/2022)
يحتفي العالم في 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام باليوم العالمي للغة العربية باعتبارها أحد أهم أركان التنوع الثقافي للبشرية، ولغة الحضارة العربية الإسلامية، ولغة العلوم والمعرفة والآداب.
وبدأ الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في 2012، وتم اختيار 18 ديسمبر/كانون الأول لإحياء ذكرى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة اللغة العربية سادس لغة رسمية لها.
وتصدر وسم "#اليوم_العالمي_للغة_العربية"، منصات التواصل الاجتماعي، للاحتفاء بيومها العالمي، وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3190 في ديسمبر/كانون الأول 1973 بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية في الأمم المتحدة.
اللّغة العربية تفرض نفسها رغم الحصار
صالح سعودي (الشروق، 18/12/2022)
تواجه اللغة العربية وهي تحتفل بيومها العالمي الكثير من المصاعب والتحديات للحفاظ على ذاتها والرقي بها في ظل كثرة المتناقضات والمخاطر التي تهددها من الخارج والداخل على حد سواء، ما يجعل الكثير من النقاد واللغويين والمهتمين يؤكدون على أهمية تفعيل الجهود للحفاظ على بريق وفعالية اللغة العربية بغية الرفع من أدائها التداولي والأكاديمي والحرص على سلامتها التركيبية في زمن الانفتاح على العولمة والرقمنة وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي وهاجس الأمن اللغوي.